السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقيدات
من قبائل زبيد الحاضرة على الفرات ، وديارهم الضفة الغربية من نهر الفرات قرب دير الزور من قرية البوطية شمالاً إلى مدينة البوكمال جنوباً بمسافة تقدر بـ 165 كم ، وعلى الضفة الشرقية من قرية جديدة حتى جبل الباغوز قبالة البوكمال جنوباً بمسافة 110 كم ، ويتواجدون على الخابور من تل حسن وحمد شمالاً حتى البصيرة جنوباً 0
والذي جاء بهم الى الفرات هو علي سالم الصهيبي بن مهيب بن عبدالله بن جحش , وآل جحش من زبيد بلاد الشام التي كانت ديارهم – كما أوضحنا سابقاً – تمتد من غوطة دمشق حتى الرحبة على الفرات 0
قال القلقشندي : آل جحش بطن من الزبيد من القحطانية ، ومنازلهم صرخد من بلاد الشام (1) ومن بعد جحش يقول وصفي زكريا : جحش بن 00 بن 00 عمرو بن معد كرب الزبيدي 0 وبعد جهود مكثفه من البحث أكمل السلسلة على الشكل التالي :
جحش بن عبدالله بن عاصم بن ثور بن عمرو بن معد كرب بن ربيعة بن عبدالله بن عصم بن عمرو بن منبه بن زبيد الأصغر ، وباقي السلسلة معروفة في علم الأنساب وكتب التراث العربية 0 وهناك روايات حديثة دونها المقدم مولر عن العقيدات ونقلها مشافهة عن المرحوم تركي العلي النجرس وجدعان الهفل ، ولكنها ليست بعيدة المدى ولا تتعدى كونها مما سمعوه من الآباء والأجداد 0 وأسم العقيدات جاء من عقدة ذات الماء والشجر والبساتين التي سكنها قدماء الزبيد في منطقة حائل من نجد ، وأخبرني أستاذنا الجليل حمد الجاسر بأنه لا تزال مجموعة في شمر نجد تسمى العقيدات حتى اليوم نسبة إلى عقدة 0
أما ما تناقلته الألسن بأن العقيدات تعاقدوا على التناصر ضد الجحيش على الفرات وأخذوا أسمهم من التعاقد ، فأقول التعاقد لا ينكر ولكنه لم يكن وراء التسمية ، لأن كثيراً من القبائل العربية تعاقدت وتناصرت وبقيت معروفة حتى بعد أن أخذت أسماء جديدة 0 وهناك أكثر من اسم للعقداء في القبائل العربية 0
أولاً : بنو عقدة : بطن من سنبس ، من طيء من القحطانية ، وعقدة : أمهم عرفوا بها (2) 0
ثانياً : اختلط على الباحث السوري فردوس العظم بأن العقديات هم من عقداء بني تميم الذين ذكرهم العلامة القلقشندي بقوله ( العقداء اسم لبطون من بني يربوع بن حنظلة من العدنانية ، وهم بنو كليب ، وغدانة ، والعنبر ، أبناء يربوع ) وبنو حنظلة من قبيلة تميم 0 ويرد هذا القول ما أورده ابن خلدون(3) في (( العبر )) عن تميم قال : وكانت منازلهم في نجد ، ومن هناك على البصرة واليمامة ، وامتدت إلى العذيب من أرض الكوفة ، ثم تفرقوا بعد ذلك في الحواضر ، ولم تبق منهم باقية 0 وورث مساكنهم غزية من طيء ، وخفاجة من بني عقيل 0
وفي كتاب ( جامع أنساب العرب ) (4) لسلطان السرحاني : ( العقيدات من عشائر بادية الشام القديمة ، وتعود في الأصل إلى عشيرة زبيد القحطانية 0 وهي ذات سلطة ونفوذ في أنحاء دير الزور إحدى محافظات الجمهورية العربية السورية ، ولها أيام معدودة ما بينها وبين شمر والجبور والدليم والعمارات والفدعان والموالي 00 وهي ذات صيت وساعدت في طرد الفرنسيين من بلاد سورية ، كذلك ساهمت في حروب مع الأتراك أثناء إعلان الحرب عليهم من قبل الشريف حسين أمير مكة ) 0
ومآثر العقيدات بدأت تظهر للعيان بعد عام 1800 م حين ذكرهم الشيخ البسام في كتاب الدرر المفاخر(5) وقال : ( ومنهم – من عشائر العرب – العقيدات بجانب الشامية – القول فيهم أنهم ذهاب المحن ، وأرباب المنن ، وبدر الليل وإن جن ، عوائدهم جميلة ، وفوائدهم جليلة ، سقمانهم الفان ، وخيالتهم آلف ) وإذا اعتبرنا محاربيهم ما بين عام 1800 – 1840 م ثلاثة ألف رجل ، وكل محارب من عائلة يبلغ تعدادها وسطياً خمسة أشخاص ، ويكون تعدادهم في القرن التاسع عشر لا يتعدى الخمسة عشر آلفاً من السكان ، وهو قليل بجانب شمر التي كانت تدفع إلى المعركة أكثر من عشرين ألف رمح على حد قول الرحالة الانكليزية آن بلنت عام 1878 م 0
ولا أجد من المصادر المطبوعة التي أسهبت في دراسة العقيدات وتتبع أصولهم وحياتهم على الفرات وحروبهم سوى كتاب ( العشائر الغنامية على الفرات ) للأب الفرنسي هنري شارل ، لا يزال مطبوعاً بالفرنسية ، وتتوفر نسخة منه في مركز الدراسات الفرنسية بدمشق 0
صيحة الحرب عند العقيدات :
يتصايح العقيدات للتناصر في المعركة (( أبرز )) ولهذه الكلمة قصة يتناقلونها منذ أيام الفتح الإسلامي ، ففي إحدى المعارك أمسكوا برجل كان يتجسس على معسكرهم ، وعندما أحضر إلى عمرو بن معد كرب الزبيدي ، استعرض جيشه أمامه ، وقال له : دع صاحبكم يبرز لحربنا غداً 0
فروع العقيدات :
يتفرع عقيدات الفرات من علي السالم الصهيبي السالف الذكر ومن أبنائه :
أولاً : دويمع الذي يقول العقيدات بأنه انقطعت أخباره مع الأكراد ، ولكن العزاوي يفند أبناءه مع تفرعات قبيلة العبيد 0
ثانياً : ساري الذي تركه علي السالم مع أمه في نجد ، ولحق به على الفرات ، ووصل مضارب والده في آخر الليل ، فسماه الساري ، وله قصه طويلة وجميلة في السيرة الفراتية ، وهو جد البوسرايا من العقيدات الذين هم : البو عزام ، والبو عزالدين ، والبو شعيب ، والبو حمزة ، والعفشات ، والبو مطر ، والبو ذياب , والموسى 0
ثالثاً : غنام ، ومنه عشائر البوكمال والعشارة والميادين وهم :
1- البوكامل ويتفرعون إلى الفروع التالية :
أ – الفهد : ويتفرعون إلى القرعان ، والبو حسن ، وهم ثلث العقيدات 0
ب – القطايع : وهم المرة ( الشويط ) والعلي ، ومن العلي البورحمة ، والسويلم الين يتحدر منهم البكير والهفل 0
2- الزامل : وهم الشعيطات في منطقة البوكمال في غرانيج وأبو حمام 0
3- الزمال : هذا الجد مقطوع من الذرية 0
4- البوكمال : وهم عقيدات البوكمال الذين نتوسع في تفاصيلهم ويشكلون السواد الأعظم في المنطقة 0
الهوامش :
1- نهاية الأرب ص 99 2- نهاية الأرب 3- نهاية الأرب 4- جامع أنساب قبائل العرب : سلطان المذهن السرحاني 0 دار الثقافة الدوحة ص 105 – 106 5- الدرر المفاخر للشيخ البسام ص 89 0
هذا الموضوع نقلته لكم من كتاب شعب ومدينة على الفرات الأوسط للكاتب والباحث الأستاذ ( أسعد الفارس )
من هم العقيدات :
العقيدات من قبائل زبيد الحاضرة على الفرات, تجمعهم النسبة الزبيدية مع كثير من القبائل مثل: (الدليم, والعبيد, والجبور, والجحيش, والعزى) وغيرها من القبائل الزبيدية, ديارهم على ضفاف نهر الفرات من شمال غرب ديرالزور حتى جبل العرسي قبالة البوكمال, وعلى بعض من ضفاف نهر الخابور, ويجمع أغلب المؤرخين أن سكان وادي الفرات من جرابلس في شمال سورية حتى الرمادي على الفرات في العراق هم من القبائل الزبيدية القحطانية, وقد ورثوا ديار الفرات من قبيلة قيس العدنانية التي نكبها التتار في نهاية العهد العباسي, وخربوا ديارها في هجومهم على العراق وبلاد الشام. ويبدو أن هذا الايضاح لا يكفي بنظر بعض المؤلفين الجدد, وكتاب المواقع الإلكترونية الذين يطالبون بتوثيق نسب العقيدات لقبائل زبيد, ومن حق أي باحث أن يطالبنا بذلك, وإثبات زبيدية العقيدات, وهو بتقديري الخطوة الأولى نحو التعريف بقبيلة العقيدات! وحتى لا أطيل على القراء الذين لا يحبون المطولات من الكلام نورد من الكثير الذي نملكه:
أولاً: زبيدية قبيلة العقيدات في الأرشيف والوثائق العثمانية:
جاء في كتاب (حديقة الزوراء في سيرة الوزراء) لعبد الرحمن السويدي التعريف بوثيقة لها رقم وتاريخ ودفتر محتويات في الأرشيف العثماني تذكر العقيدات صراحة من القبائل الزبيدية التي كانت تسكن ما بين ديرالزور وعانه في مطلع العهد العثماني, وهذا الكتاب من تحقيق عماد عبدالسلام, وهو من منشورات المجمع العلمي العراقي, وتعرف المصادر بالسويدي بأنه من أشهر مؤرخي العراق في العهد العثماني, وقد طلب والدي الباحث أسعد الفارس هذه الوثيقة من الدكتور مصطفى الهلالي في إدارة الأرشيف العثماني مع مجموعة من الوثائق الهامة عن قبيلة العقيدات وسنجق ديرالزور, وهي في طريقها إليه لترجمتها ونشرها بإذن الله.
ثانياً: العقيدات في بعض الكتب المعاصرة والمحايدة:
بعيداً عن كتابات أحمد وصفي زكريا وكتابات أبناء العقيدات هذا كتاب: (جامع انساب العرب) لسلطان المذهن السرحاني, والناشر دار الثقافة في دولة قطر, وقد جاء فيه: "العقيدات من العشائر القديمة في بادية الشام, وتعود في الأصل إلى قبيلة زبيد القحطانية, وهي ذات سلطة ونفوذ في أنحاء ديرالزور إحدى محافظات الجمهورية العربية السورية, ولها أيام مع القبائل.. حيث ساعدت على طرد الفرنسيين من بلاد سورية".
ثالثاً: نسب قبيلة زبيد:
يعود نسب الزبيد إلى كهلان بن عبد شمس من قحطان, وعرب قحطان هم: (حمير, كهلان) وقبائل كهلان هم: الأزد, وطيء, ومذحج, وهمدان, وكندة, ومراد, وأنمار, ومن مذحج جاءت: خولان, وجنب, وأد, وبنو سعد العشيرة, والنخنع. وعنس.. ومن سعد العشيرة تحدرت قبيلة زبيد القحطانية.
ومن الجدير بالذكر أن القبائل القحطانية كانت تسكن في جنوب الجزيرة, وقد بدأ التصحر في الجنوب بينما الشمال كان خصباً, ولهذا أخذت قبائل البدو والعرب تهاجر نحو بلاد الشمال. وقد سمعوا عنها بأنها "بلاد الخمر والخمير, والأمر والتأمير, والديباج والحرير" وقد بدأت الهجرات منذ القرن الأول الميلادي مروراً بنجد نحو الشمال وخصوصاً بمنطقة حائل, فكان أول الوافدين إلى بلاد الشام قضاعة الذين تنوخوا في بادية الشام (تنوخ) ثم سليح من قضاعة ثم الغساسنة في أواخر القرن السابع الميلادي. ولن نوغل في تاريخ القبائل القحطانية التي هاجرت إلى الشمال فما يعنينا قبيلة طي ومذحج من كهلان أو بالأحرى زبيد وبنو عمهم طيء من كهلان وفي تاريخ هجرتهم نحو الشمال نمر بالمحطات التالية:
** جبال شمال نجد (منطقة حائل):
كانت لجماعة من العاديين لرجل اسمه أجا, وامرأة اسمها سلمى, وقد وفد إليهم طيء واسمه جلهمة في أثر بعير له شارد, فساكنهم في قصة طويلة ذكرها ياقوت الحموي في كتاب (معجم البلدان) نقلاً عن رواية ابن الكلبي, وسميت الجبال بجبال طيْ, ثم تتابعت هجرة الطائيين من الجنوب حتى ملأوا منطقة حائل, وتساكنهم فيها قبيلة زبيد وبقايا قبيلة بني أسد العدنانية.
** أخذت بعض من قبائل طيء تهاجر من حائل نحو الشمال إلى بادية الشام وهناك, برزت قبيلة ربيعة الطائية وشيوخهم من (آل الفضل) الذين حاربوا التتار مع المماليك كما هاجرت معهم بعض قبائل زبيد إلى بلاد الشام في القرن التاسع الهجري.
** بقيت في حائل بعض من بطون طيء فظهرت بينهم قبيلة شمر. فشمر بطن من العرب مسكنهم جبل طيء, بأجا وسلمى بجواره ذكرهم الحمداني ولم ينسبهم لقبيلة والمعلومة هذه نقلا عن كتاب (نهاية الأرب للقلقشندي).
اذاً نستطيع القول بأن هجرة القسم الأعظم من طيء وزبيد نحو الشمال تمت في القرن التاسع الهجري فورثت قبيلة شمر قبيلة طيء على منطقة حائل وأصبحت المنطقة تسمى منطقة جبال شمر, وبدأ الصراع بينهم ومن بقايا زبيد جماعة بهيج بن ذبيان الموصوفة في التراث الشعبي لزبيد وشمر.
وفي آخر التعريفات لقبيلة شمر: "شمر بطن من طيء ولكنها في العصور المتأخرة أصبحت مجمع البطون الطائية مع أخلاط أخرى دخلت فيها بالحلف.
(مصدر المعلومة: كتاب الجربا في الأدب والتاريخ لابن عقيل)
** هجرة زبيد نحو الشمال (الهجرة الاولى):
تعرفت زبيد إلى الشمال عندما كانت ضمن جيوش الفتوحات الإسلامية "فقد اقبلت زبيد في طوائف كثيرة إلى المدينة فأنفذهم أبو بكر مدداً لخالد بن الوليد في الشام في موقعة اليرموك وكانت زبيد في ميمنة الجيش, وأبلى عمر (الزبيدي) بلاءً حسنا وذهبت عينه يومئذ. ولما نزل سعد بن أبي وقاص بجيشه في الكوفة التي اختطها بأمر من الخليفة (عمر بن الخطاب) أقام فيها عمرو (الزبيدي) مع قومه من بني زبيد حيث كانت لهم محلة خاصة.
(مصدر المعلومة عن كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر)
والذي نريد أن نقوله بأن تجمع زبيد هذا في وسط وجنوب العراق هو الهجرة الأولى لزبيد نحو الشمال, وقد ظهر في هذا التجمع في العهد العثماني أمير من أمراء زبيد حوالي عام 1834 ميلادية هو وادي ابن شفلح الشلال الذي وحد كل قبائل زبيد وقاتل بهم العثمانيين وقبائل العرب الأخرى, ويوصف وادي الشفلح بالكرم وأن كرمه كان ككرم حاتم الطائي, وحتى الأمد القريب كان (شيبان) الفرات يذكرونه بالقول: "وحياة زبيد الذي منهم وادي".
ومصدر هذه المعلومة: الرحالة البريطاني باكنغهام أثناء رحلته إلى العراق), والحيدري صاحب عنوان (المجد) الذي قال عن وادي الزبيدي: كان أميراً كريماً جواداً له من مكارم الأخلاق والأفعال والأقوال ما لا يسعه المقام وكانت عطاياه كعطايا البرامكة وهو من حسنات الزمان.
** هجرة زبيد نحو الشمال (الهجرة الثانية):
وهي هجرة زبيد بلاد الشام الذين هاجروا مع طيء إلى بلاد الشام في القرن التاسع الهجري ثم انتقلوا من بادية الشام إلى وسط وشمال الفرات, ومنهم تحدرت معظم القبائل الزبيدية (البو شعبان, والجبور, والدليم, والعقيدات, والجحيش) فقد جاء في كتاب (صبح الأعشى لأحمد القلقشندي في القرن التاسع الهجري قوله: "من الخارج عن حاضرة دمشق من العربان:
البطن الأول: آل ربيعة من طيء من كهلان من القحطانية, وهم ثلاثة افخاذ, الاول: آل الفضل, وهم على رأس الكل وأعلاهم درجة وأرفعهم مكانة, وديارهم من حمص إلى قلعة جعبر إلى الرحبة آخذين على شقي الفرات وأطراف العراق حتى ينتهي حدهم قبله بشرق إلى الوشم اخذين يساراً إلى البصرة, والفخذ الثاني: آل مرا, وهو اخو فضل ومنازلهم حوران, والفخذ الثالث: آل علي, وهم فرقة من آل الفضل وديارهم غوطة دمشق والمرج.
البطن الثانية: جرم, وهم ببلاد غزة والدارم ومما يلي الساحل إلى الجبل وبلد الخليل عليه السلام.
البطن الثالثة: ثعلبة من طيء, وديارهم مما يلي مصر إلى الخروبة.
البطن الرابعة: بنو مهدي, ومنازلهم في البلقاء.
البطن الخامسة: زبيد ومنازلهم غوطة دمشق ومرجها وصرخد والرحبة, وفي ذلك اشارة واضحة لوجود الزبيد على الفرات, وهكذا تتضح الصورة بكامل أبعادها لهجرة الزبيد من اليمن إلى الحجاز إلى نجد ومنها إلى العراق والشام والفرات.
مصدر المعلومة: (صبح الاعشى).
وينسب زبيد الفرات وزبيد بلاد الشام, إلى آل جحش وآل جحش بطن من الزبيد القحطانية, ومنازلهم صرخد من بلاد الشام وفقاً لما يرويه (القلقشندي في القرن التاسع الهجري في كتابه نهاية الأرب), وكذلك لقد لخص المستشرق الفرنسي هنري شارل تشعبات زبيد الفرات وبادية الشام في خارطة مطولة (ص 168) في كتابه عشائر الغنامة في الفرات الأوسط وبدورنا نختصرها بالمخطط التالي:
ويتضح من هذه الخارطة التي وضعها المستشرق الفرنسي ما بين عام (1932 – 1936) أن العقيدات هم أبناء علي السالم الصهيبي بن مهيب بن عبدالله بن جحش من زبيد بلاد الشام, كما يتضح بأن بهيج بن ذبيان كان مقطوع النسب, على الرغم من نسبة بعض القبائل اليه كما جاء في بعض المصادر.
ملاحظات هامة:
** الملاحظة الأولى: أن العقيدات وبقية زبيد الفرات جاؤوا إلى المنطقة في القرن التاسع الهجري باسم الزبيد وأن تسمياتهم بعد الزبيد أخذوها بعد وصولهم إلى بادية الشام والى الفرات.
** الملاحظة الثانية: لا صحة لما يقال بأن العقيدات جاؤوا إلى الفرات في القرن الثاني عشر الهجري, وأن الذي جاء بهم هو الشيخ عبدالله الهفل رحمه الله, فهذا يعني أن عمرهم على الفرات لا يتجاوز المئتي سنة, وقد نقل هذه المعلومة عن الهفل المهندس أحمد وصفي زكريا عندما وصل إلى الفرات ليكافح الجراد عام 1916 وعام 1940 وأقول هنا وبصراحة بأن هذه المعلومة قد أوقعت مثقفي وكتاب العقيدات في حرج أمام القبائل الأخرى, ومن حق الناس التساؤل كيف جاؤوا مع الزبيد في القرن التاسع الهجري وهناك من يقول انهم جاؤوا منذ مئتي سنة؟!.
سنصحح هذه المعلومة وهذا الوهم في الصفحات التالية بمجموعة من الأدلة والاثباتات الوافية بإذن الله.
أقدم ذكر للعقيدات على وادي الفرات:
أولا: كانت الطريق القديمة التي تربط البصرة وبغداد بدمشق عاصمة بلاد الشام تدعى درب الساعي وهو الدرب الذي يبدأ من بلدة ضمير في ضواحي دمشق ويعبر بادية الشام عبر الرطبة حتى الوصول إلى بغداد ووادي دجلة الفرات, وقد تعززت مكانة هذا الدرب بعد ان قامت شركة الهند الشرقية الانكليزية, فأخذت قوافل تجارتها تعبر الفرات وبادية الشام إلى البحر الابيض المتوسط, وعندما اتخذت الشركة ميناء الاسكندرون مقراً لها تشعبت طرق تجارتها بالإضافة إلى درب الساعي لتمر بالفرات الأوسط إلى حلب في الشمال والبحر الابيض المتوسط, وقد مر بهذه الطريق منذ عام 1751وما قبله اكثر من سبعين رحالة أوروبي وتاجر, وفي مذكراتهم كنا نبحث عن ذكر العقيدات لأنهم مروا بمنطقة ديرالزور التي ظهر فيها اسم العقيدات:
أ – ففي مذكرات الرحالة الهولندي الدكتور رالوف عام 1573م ذكر واضح للعقيدات على الفرات ما بين الصالحية والبوكمال, عندما وصف السلوك, واللباس والحالة الاجتماعية, وهذا يعني ان (اسم العقيدات على الفرات معروف في المنطقة منذ أكثر من 450 عاماً) وفقا لمذكرات هذا المستشرق وكذلك عندما تترجم كامل مذكرات الرحالة الذين مروا بالفرات الأوسط نتوقع أن نجد للعقيدات ذكراً على الفرات قبل هذا التاريخ بكثير.
ب – كان المماليك يقيمون لهم مواقع عسكرية وإدارية على الفرات, ومنها موقع الرحبة حيث وجدنا وثائق تجارية وعقود زواج تثبت وجودهم في المنطقة عام 1500 ميلادية, ومن بين هذه الوثائق وثيقة (ويس أغا كاتب تحريرات الجيش العثماني) الذي وصل الرحبة بعد تحريرها من المماليك, ويعود تاريخها إلى سنة (1000 هجرية) وفي نص هذه الوثيقة:
"أن العقيدات وحمير قد زاروا قيادة الجيش العثماني في الرحبة بعد وصوله إليها, وقدموا له التموين ومنه مئة كيل من الحنطة" والمقصود بحمير قبيلة العبيد التي كان يظن بأنهم والدليم يعودون لقبيلة حمير اليمانية, وليس لقبيلة كهلان. اذاً كان العبيد والعقيدات يستقرون على الفرات عام 1000 هجرية وعندما نضيف لهم مئة سنة إضافية على الأقل بين وصولهم إلى الفرات واستقرارهم فيه, فبهذا يكون اسم العقيدات واضحا على الفرات منذ حوالي 530 سنة على الاقل, وعندما نقارن بين المعلومتين (معلومة الدكتور رالوف, ومعلومة ويس أغا, التي وفرها لنا الاستاذ عبدالعزيز الحاج حسين من مثقفي مدينة الميادين مشكورا) نجد أن قول القلقشندي في صبح الاعشى بأن الزبيد قد وصلوا إلى بادية الشام والى الرحبة على الفرات في القرن التاسع الهجري, يحمل دلالات بالغة الأهمية بالنسبة لتاريخ الزبيد على الفرات ومنهم العقيدات.
(وبهذا ندحض كل قول من يقول ان العقيدات لم يذكر تاريخ لهم قبل مئتي سنة!!)
العقيدات: الأصل والتسمية
مر بنا في المصادر السابقة ومنها الوثيقة العثمانية التي ذكرها السويدي بأن العقيدات قبيلة زبيدية واضحة النسب, وأنها جاءت مع القبائل الزبيدية إلى بادية الشام, وزبيد بلاد الشام يرجعهم الكثير من الباحثين (ومنهم صاحب كتاب صبح الأعشى, وصاحب مسالك الأبصار) إلى آل جحش من زبيد بلاد الشام, وعلى هذا الاساس وضع القس الفرنسي هنري شارل خارطته التي مرت وربط بها الجحيش والجبور والدليم والعقيدات والعبيد بآل جحش من زبيد بلاد الشام.
ويعرف كل المطلعين على كتب الأنساب بأن علم الأنساب هو علم معقد ومتشعب, وربما تطرح فيه حول القبيلة الواحدة مجموعة من الفرضيات, ويطرح بشأنها أكثر من رأي, وما يصح وتؤيده أغلب المصادر او الاستنتاجات هو الذي يؤخذ به, وقد جاء بشأن قبيلة شمر الكثير من الآراء والفرضيات ومنها عبده بالذات, وكذلك عن قبيلة العقيدات.
ضربت هذا المثال كمقدمة للوصل إلى كيفية حصول بعض الزبيد على اسم العقيدات والتعاقد هو بالاساس التحالف, وكثير من قبائل العرب تحالفت وتعاقدت, فقد تأتي عشائر متباعدة فيولون أميراً ويعقدون حلفاً فيُؤتى بالأمير وتلف حول رأسه عصابة, وكلما لف لفة منها يقول: بنو فلان عصبتي, وبنو فلان عصبتي: أعقل عنهم (أي أدفع الدية) ويعقلون عني حتى تكتمل العصابة التي لفاتها بعدد القبائل المتحالفة, ومن هنا جاء مبدأ العمامة أو غطاء الرأس لشيخ القبيلة عن العرب.
غير ان مبدأ التعاقد يختلف قليلاً في بعض القبائل التي تحالفت في قبيلة زبيد, ولكن قبل العقيدات متى ظهر اسم التحالف في زبيد بلاد الشام؟! وللإجابة على هذا السؤال نعود إلى كتاب (صبح الاعشى للقلقشندي) وصاحب هذا الكتاب من مؤرخي القرن التاسع عشر الهجري أي منذ ما يقرب من خمسمائة سنة, فهذا المؤرخ قسم زبيد بلاد الشام في وقته في خمس فرق: زبيد المرج, وزبيد الغوطة, وزبيد صرخد, وزبيد حوران, وزبيد الأحلاف وذكر بأن هؤلاء بالقرب من الرحبة بجوار آل الفضل و(آل الفضل شيوخ قبيلة ربيعة الطائية) ... وبذلك تكون هذه (أول اشارة مدونة عن التحالف أو الأحلاف في قبيلة زبيد بلاد الشام, ومنهم آل جحش الذين يرتبط نسبهم بنسب العقيدات, غير أننا لا نجرؤ ولا يتوفر لدينا مصدر آخر يدفعنا للقول بأن أحلاف زبيد القدامى في بلاد الشام هم العقيدات!!). إنما المطروح في تصانيف القبائل حاليا عن العقيدات رأيان وكل رأي له ما يؤيده من الدلائل والاستنتاجات المباشرة وغير المباشرة:
أولاً: العقيدات قبيلة زبيدية سوادها الأعظم من زبيد مع أخلاط اخرى دخلت فيها بالحلف (وهؤلاء الأخلاط قد يكونون من غير زبيد, والزبيد مع حلفائهم اخذوا اسم العقيدات) ومن قبل صاغ ابن عقيل في كتاب (الجربا في الأدب والتاريخ) تعريفه عن قبيلة شمر وقال: "شمر طيء ولكنها في العصور المتأخرة أصبحت مجمع البطون الطائية مع أخلاط أخرى دخلت فيها بالحلف" وبتقديري ما ينطبق على تعريف شمر ينطبق على تعريف العقيدات ولهذا نقول: العقيدات زبيد وقد اصبحت في العصور المتأخرة مجمع لعدد من البطون الزبيدية ذات الأصل المشترك مع أخلاط أخرى دخلت مع العقيدات بالحلف, وعلى المجموع اطلق اسم (العقيدات أو التحالف) ولكن ضد من عقد هذا التحالف؟! ولايضاح ذلك نقول بأن الزبيد لم يصلوا إلى الفرات بآن واحد فقد يكون البوشعبان من زبيد اول من وصل فذكرهم على الفرات اقدم من ذكر بقية زبيد, وربما يكون الجحيش (البركات) هم ثاني من وصل, ومن ثم الجبور, والزبيد الذين أخذوا اسم العقيدات بتقديري هم اخر من وصل وهذا هو لب المشكلة, فقد تزاحمت هذه القبائل الزبيدية على الأرض, والمراعي, حول ضفاف الفرات, وعندما نعود لحفظ كبار السن من العقيدات نجدهم يقولون التعاقد قد حصل ضد الجحيش على الفرات أثر تعدي الجحيش على فتاة زبيدية من العقيدات, ومع احترامنا لحفظ الشيبان نحن نعتبر هذه القصة قصة شعبية غير صحيحة وذلك للأسباب التالية:
1 – الجحيش زبيد, والزبيد الذين اخذوا اسم العقيدات هم زبيدي, والزبيدي (لايخوي) الزبيدي ولا يعتدي على عرض الزبيدي, وقد عجب (هنري شارل) من شدة محافظة زبيد الفرات على العرض, فالخلاف والحرب بين الجحيش والعقيدات وبين الجبور والعقيدات هو من أجل الأرض والمساكن والمراعي لا أكثر ولا أقل.
2 - لسنا وحدنا من اعتبر هذه القصة من الأساطير فقد ذكر (فرودوس العظم) وهو من محققي كتب القبائل في الوقت الحاضر في كتاب (القبائل العربية في بلاد الشام) وفي الجزء الخامس من هذا الكتاب: "بأن قصة تعدي الجحيش على فتيات العقيدات هي قصة أسطورية, وعزى هذه القصة بأنها مستوحاة من قصة مشابهة في ملحمة جلجامش التي وجدت منقوشة في حجارة الآثار القديمة لقبائل قبل الميلاد في بلاد الشام".
نحن نحترم ما جاء في هذا الرأي عن تسمية العقيدات ولا نسلم به, وحتى لو سلمنا به فهو لا يلبي طموح الحاقدين والمشككين بأصل العقيدات والذين لا يزال يهذون بأن العقيدات ليسوا اصل بل هم تجمع أو لفيف من القبائل, فنحن أولاً قد اثبتنا زبيدية العقيدات عن طريق الكتب والوثائق, والذين تحالفوا وتعاقدوا معهم هم معروفون ويشكرون على تحالفهم مع العقيدات الزبيد, وإن أرادوا ان يتخلوا عن العقيدية الزبيدية عليهم أن يثبتوا أصلهم وإلى أي القبائل ينتمون, ومن قال بأنهم يمثلون نصف العقيدات؟! ومشكلتنا نحن العقيدات ليست مع حقائق التاريخ القبلي, ولكن مشكلتنا مع الذين يقرأون هذا التاريخ ولا يفهمونه بل ويسخرونه للتعبير عن أحقادهم ضد العقيدات
ثانيا: العقيدات هم الزبيد الذين نزحوا من عقدة من حائل:
لم يكن هذا الرأي هجيناً عن أصل العقيدات كما (كما يدعي البعض من الناس) ويدعوى أنه لم يسمع به كبار السن من العقيدات إلا في السنوات العشر الأخيرة من بعض الذين يكتبون عن العقيدات في العصر الحديث, فبدورنا سوف نبين مدى الجهل وعدم الاطلاع وكذلك الافتراء بما ليس هو صحيح كما يلي:
1 –نقل المستشرق الفرنسي (هنري شارل) في كتاب العشائر الغنامة على الفرات الأوسط عن شيبان العقيدات قصة مجيئهم من عقدة في حائل وبشرح طويل ومفصل!!
2 – سمع هذا الرأي أن العقيدات قد قدموا من عقدة في حائل من شيوخ العقيدات أنفسهم ودونه (أحمد وصفي زكريا عام 1916) اي منذ حوالي 84 عاماً وإذا كان قد سمعه في ذلك الوقت, فهذا يعني ان هذا الرأي كان مطروحاً قبل ذلك التاريخ بأكثر من مئة عام, ولهذا فإن الرأي بأن العقيدات هم الزبيد الذين نزحوا من عقدة كان مطروحاً منذ أكثر من مئتي سنة, وهناك من القرائن ما يؤيده, ومن حقنا أن نأخذ به مثلما اخذت عبده من شمر بأنهم من الضياغم من قحطان على الرغم من وجود آراء تعارضه وذلك للاسباب التالية:
أ – حفظ المعمرين لا يكفي لاستنتاج أصل القبائل, ويوصينا حمد الجاسر (علامة الجزيرة العربية) أن نستأنس به عندما لا نجد غيره, وعلى سبيل المثال حفظ كبار السن من الموالي يفيد بأنهم برامكة او من خلفة (حمد العباس) مع أن المكتوب لهم بوضوح وصراحة بأنهم من ربيعة الطائية في بلاد الشام.
ب – لا تزال بعض افخاذ العشائر في منطقة (حائل) تُحسب في تعداد شمر. ويدعو بالعقيدات نسبة إلى عقدة من حائل, (جاء هذا في رسالة ارسلها إلى والدي أسعد الفارس علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر وهي موجودة ضمن الأرشيف الخاص به).
ج – نخوة العقيدات بالأبرز تبين أنها لم تكن بسبب التبارز بين سيدنا علي رضي الله عنه وبين عمر الزبيدي, بل لمعركة دارت بين بعض الزبيد الذين كانوا يسكنون منطقة برزان (وهي الأرض المرتفعة) في حائل وبين بعض القبائل الطائية, فانتخى هؤلاء الزبيد بالبرزان. وتقديرنا هم العقيدات الذين لا يزالون ينتخون بالبرزان أو الأبرز على الفرات, ويؤيد هذا الرأي ويميل إليه الباحث الشمري والأديب (محمد الفراج) من عبده وكذلك تم طرح ومناقشة هذا الموضوع في جلسة جمعته مع الباحث أسعد الفارس والشيخ مطلق الياور, والشيخ عدوان بن طواله من قبيلة شمر, وذلك في الكويت عام 2008م وهم قد يقرأون ويتابعون هذه الصفحة وفوق أرض برزان بني الرشيد من عبده من شمر قصر برزان المعروف في حائل, واثاره لا تزال موجود حتى اليوم.
د – حوادث قصة الحنية التي تروى عن كيفية مجيئ الزبيد إلى الفرات والتي يجعلها (عباس العزاوي في كتاب "العراق بين احتلالين" ما بين عام 715 – 787 هجرية) ففي مجريات هذه الاحداث وتلك القصة ما يفيد بان العقيدات هم من الزبيد الذين هاجروا من عقدة.
عودة الزبيد أهل عقدة إلى عقدة:
ليس لأحد ان ينكر ارتباط بعض عشائر زبيد بعقدة, وبقعا, وبرزان في منطقة حائل ففي اشعار قبيلة شمر قولهم:
قبلك بهيج الحدروه السناعيس .... من عقدة ما يتحدر قناها
أما نحن العقيدات من زبيد الفرات فلا زالت نخوتنا هي "الأبرز" أو البرزان, وفي أمثالنا: (فلان ماله ببقعا دار) أي ما هو زبيدي من لم تكن داره في بقعا, والذي ماله بهداج وسم ما هو زبيدي, وهداج بئر مر بها الزبيد وأقاموا حولها مدة وهم في طريق هجرتهم نحو الشمال كل هذا في المرويات وفي تراثنا الشعبي, غير اننا لسنا مع من جزم ونفى بأن الزبيد عندما هاجروا من عقدة لم يعودوا إليها, ولدينا في أكثر من مصدر أن الزبيد قد عادوا إلى عقدة, وبالتحديد الزبيد الذين نزحوا من عقدة, عادوا اليها ليحاربوا الذين احتلوا ديارهم من شمر, ولأخذ الثأر منهم, وقد تحاربوا مع الجعفر من عبده اثناء عودتهم إلى عقدة, وقتلوا منهم تسعين لحية, فبقي ايتامهم يعيشون في كنف اعمامهم, ومن هنا جاء اسم عشيرة أو فخذ اليتمان في شمر.
وقد ذكر هجرة زبيد وحروب عودتهم (عبدالرحمن بن زيد السويداء) من كتاب منطقة حائل في كتاب "ذكر أنساب قبائل العرب" كما جاءت أخبار العودة والحرب في القصص الشعبي لشمر حائل وهذا ما كنا نجهله نحن أبناء العقيدات من زبيد الفرات, وفي هذا المجال يواسينا أبو الفداء بحكمته الشهيرة: "ما لا يعلم كله لا يترك كله, فإن العلم بالشيء خير من الجهل بالكل" وها هي أخبار العقيدات التي كانت منسية تظهر تباعاً لتبرهن على ما كنا نقوله ونطرحه على الساحة الثقافية.
والبرهان والدليل على ذلك ما يلي وبشهادة ابناء شمر من حائل: لقد زار الباحث أسعد الفارس في الكويت وفد من مثقفي شمر في حائل, وقدموا له الأخبار والأشعار التي تثبت عودة الزبيد إلى عقدة, ومحاربتهم لشمر, فعن تعريف شمر حائل لليتمان ننشر للقراء النص الذي قدمه لنا الموثق الشمري الأخ (حمد عبيد العطوني الشمري) وهذه احدى الوثائق المقدمة لنا بهذا الخصوص وهذه صورة عنها:
نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة
ويدعم هذه الملحمة الاشعار التي قالها شعراء زبيد, والاشعار التي قالها شعراء شمر:
قال الشاعر الشمري:
حول بهيج من الجبل مثل ما قيل ... تتليه طيء يوم صارت سحايل
وبعده غزانا بالجموع المصاويل ... أخاذ ثأر بالجبل والشمايل
وتصادموا عند اأرق الصلب بالخيل ... وذبحه رجال ولا بقى إلا القلايل
وسموهم اليتمان حائل على جحيل ... ومنها ثقافة طيء واقفوا ذلايل
وقال شاعر زبيد:
جينا ديار القوم من فوق ضمر ... نحايل كن المعاويد حاله
ذبحنا شوكة الحرب أولاد جعفر ... ما بطل من حرب سعو في بداله
منهم خذينا الثار يابن معمر ... ويا ما ذبحنا من نوادر رجاله
من لا يخرب ديره لا يعمر ... كم ديره تُذكر عماراً وزاله
وفي الحقيقة فإن الملف الذي وصلنا من حائل كبير, والقصة الشعبية الموثقة هذه طويلة, والذي ذكر هو ملخصها ومضمونها, والذي كان ينكر عودة الزبيد إلى عقدة حائل للحرب جاهل بالتاريخ القبلي للمنطقة, وعليه ان يراجع حساباته, وكفانا التشبث بالمواقف المتشنجة.
الخلاصة:
العقيدات هم من الزبيد في سوادها الأعظم وهو ما أثبتناه في الوثائق سواء تحالفوا مع بني عمهم أو مع الآخرين, ومعهم العدد القليل ممن دخل في الحلف وهم من غير الزبيد, سواء اكان الزبيد هم زبيد وتحالفوا أو أنهم جاؤوا من زبيد عقده فهم أولا واخيرا العقيدات من قبيلة زبيد وبهذا نفت كل قلوب الحاقدين ونقول لهم: زبيد ونفتخر
ولكن عندما نمعن في كل ما ذكر نجد أنه لا داعي لمثل هذه الشوشرة ومثل هذه البلبلة التي يثيرها أعداء العقيدات, فالعقيدات أولاً واخيراً في سوادهم الاعظم من قبيلة زبيد ولا ينكر فضل ووجود من تحالف معهم, والذي حصل بين العقيدات من تحالفات ان حصل لا يخل بزبيدية العقيدات وله ما يماثله في القبائل الاخرى:
1 – فها هي بعض البطون من بني تميم تعاقدت ضد بني عمهم من تميم, وسميو (عقيدات بني تميم) فتعاقد عشائر بني تميم لم يخل بنسبتهم إلى بني تميم.
2 – هناك عدة بطون من شمر الجزيرة (تصايحوا وتحالفوا ضد الجربا) واخذوا اسم (الصايح) من شمر, وصايحتهم لا تخل بنسبهم الذي يعود إلى شمر.
الخارطة العامة لنسب العقيدات من زبيد:
خارطة النسب أو شجرة النسب لأي قبيلة من القبائل هي في النهاية الخلاصة لتاريخ وتفرعات وشعب وبطون أو أفخاذ القبيلة, وبناء الخارطة لا يتم اعتباطاً انما يتم وفق أسس ومبادئ مدروسة, ومن هذه المبادئ ان الخارطة تقام للقوم او الناس الذين يعودون لأصل واحد, والغريب الذي قد يدخل في الخارطة يجب ان يشار اليه في دليل الخارطة, ومن اشهر سلاسل انساب العرب هو ما جاء به (كتاب سبائك الذهب في انساب العرب للسويدي البغدادي) ففيه نجد اشهر سلاسل أنساب القبائل, أما من يريد أن يتعلم كيفية بناء خارطة النسب الحديثة فندله على كتاب اسمه (دليل انشاء وتحقيق سلاسل الأنساب) للدكتور عماد محمد العتيقي الصادر في الكويت عام 2001م.
وقد حاول بعض كتاب العقيدات رسم خارطة او خرائط نسب العقيدات ومنهم والدي أسعد الفارس في كتاب "شعب ومدينة على الفرات الأوسط" غير ان شهادة ابناء العقيدات بالعقيدات قد تبدو مجروحة في نظر بعض القبائل الاخرى, ولهذا نورد خارطة لنسب العقيدات رسمها وبناها المستشرق الفرنسي (هنري شارل) في كتاب العشائر الغنامة على الفرات الأوسط, مع أنه لنا عليها بعض التحفظات والملاحظات والتصويبات وهنري شارل رجل فرنسي جاء ليدرس العقيدات من الناحية التاريخية والاجتماعية والقبلية لصالح مصلحة الاستخبارات الفرنسية عام 1936 وكتابه ترجمه اللبنانيون فوردت في الترجمة بعض الأخطاء غير ان الكتاب بشكل عام هو مكسب لقبيلة العقيدات مكسب ثقافي وتاريخي كونه المستشرق الأجنبي الوحيد الذي يكرس كتابه بالكامل عن العقيدات.
نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة
الملاحظات على الخارطة السابقة:
1 – نحن لا نقرر شيئاً على الذين يعترضون على ما جاء في الخارطة, بل ننقل رأياً وخارطة لمستشرق معروف وهو المسؤول عن رأيه وعن بنائه لهذه الخارطة.
2 – العقيدات من غير الغنام ولم يذكرهم في الخارطة هم: الدويمع وهم الآن في تعداد قبيلة العبيد, وشيبان العقيدات يقولون بأن دويمع استكرد أي ذهب نحو ديار الاكراد, والساري او البوسرايا وفق ما لدينا من معلومات هم من عيال علي السالم وشبهة كونهم من شمر جاءت من كون المسعود من شمر هم اخوال البو سرايا والرأي النهائي هو أولا واخيراً (لعمامنا) البو سرايا والناس كما قيل أمناء على انسابها.
3 – عمامنا البو خابور جاء بشأنهم في المصادر اكثر من قول: الأول يميل لاعتبار البو خابور بوكامل من (البوجامل) من العقيدات, والثاني يعتبرهم من الحبلان من العمارات, والثالث يعتبرهم من أحلاف العقيدات. والمستشرق هذا يجعلهم من البوكامل (البوجامل) ولهذا أوردهم في الخارطة من تعداد البوكامل (البوجامل).
4 – يعتبر المستشرق الثلث من البوكامل (البوجامل) من العقيدات على الرغم من أن هناك من طرح فكرة أن الثلث أو النجرس هم من شمر, ولكن الذي بحفظنا ما كتبه المقدم مولر الفرنسي عن تركي النجرس في مقابلة معه بأن الثلث عقيدات زبيد وقد جاؤوا مع ربعهم من نجد, وذكر المعلومات التي مرت سابقاً. ان تشابه اسم فخذ النصر الله الجعدان في الزقاريط من شمر مع اسم فخذ النصر الله من الثلث لا يبرر الاستنتاج بأن النجرس من شمر, ولو كان الامر كذلك لقاله تركي بك في مقابلته مع مولر, ونكرر القول بأننا لا نتقول ولا نقرر على احد شيئاً ولكن نورد ما بحفظنا من مصادر ولا يزال تشابه البطون والافخاذ في القبائل المختلفة مشكلة أخذ بعض الناس يستغلها على كيفه ولمصلحته.
5 – كان على هذا المستشرق ان يضيف البطون التي دخلت بالحلف مع العقيدات وينوه إلى ذلك في دليل الخارطة, وليعلم الاخوة من البطون العقيدية التي لم تذكر بالخارطة بأننا لم نكن من أملى على المؤلف ذلك, وهو الذي قد توفي من زمان وكتابه تم تاليفه حوالي عام 1936 فالبطون التي دخلت في الحلف حضورها معنا في المعارك والمواقع والمواقف مشهود وغير منكور ومن ينكره يكون قد أنكر نفسه.
المعلومات الخاطئة عن العقيدات
ذكرت بعض الكتب والمصادر معلومات خاطئة عن قبيلة العقيدات, وحديثاً هناك من يروج لمعلومات خاطئة عن قبيلة العقيدات والله اعلم بالغاية والمقصد منها اما لتشويه صورة هذه القبيلة, أو لغايات شخصية ومأرب يريد الوصول اليه وسنورد بعض المغالطات والمعلومات الخاطئة عن قبيلة العقيدات:
أولا: العقيدات من الموالي:
جاء الرحالة الانكليزي بوركهارت إلى بلاد الشام حوال عام 1910, وزار بعض المناطق الوسطىى من سورية فوجد "حياً" من العقيدات مع الموالي فكتب بأن العقيدات من الموالي في كتابه عن (البدو الوهابيين) ونحن نقول بأن الموالي من كرام الناس ولكننا لسنا من الموالي.
ثانيا: العقيدات من بني تميم:
جاء بهذه المعلومة وروج لها المحقق فردوس العظم في كتبه التي نشرت عن قبائل بلاد الشام واشتبه عليه الأمر عندما وجد اسم العقداء أو العقيدات يتردد في بعض المصادر عن بني تميم فقد جاء في كتاب جمهرة انساب العرب: "العقداء اسم من بني يربوع من حنظلة من العدنانية وهم: بنو كليب, وغدانة, والعنبر" وحنظلة من تميم من العدنانية, وتميم أنعم واكرم به من نسب, وقد التقى الباحث أسعد الفارس بفردوس العظم في دمشق فأخذ الأخير يقص عليه هذه المقولة وهو ساكت يستمع اليه فأستغرب فردوس العظم من هذا السكوت وقال له: يا بني العلم لا يتعلق بالسن إذا كان لديك ما ترد به هذا القول فلا تتردد لكوني اكبر منك سناً, فقال له الفارس: ابن خلدون في كتاب العبر قال بأن بني تميم من عرب الجنوب وهجرتهم نحو الشمال لا تتعدى مدن جنوب العراق, والمهاجرون من تميم قد ذابوا في مدن جنوب العراق, بينما العقيدات من عرب الشمال فقال فردوس هل يمكنك ان ترسل لي تقريراً بذلك وقد أرسل له أسعد الفارس تقريرا بهذا الرأي يتألف من خمسة عشر صفحة ينفي أن يكون العقيدات من بني تميم اعتماداً على ما جاء به ابن خلدون في كتاب العبر.
ثالثا: قام احد المؤلفين من الجبور وهو (كامل سلمان الجبوري) بشرح كتاب قديم عن القبائل بعنوان "أسماء القبائل وأنسابها" للعلامة القزويني المتوفي سنة 1300 هجرية ومن منشورات دار الكتب العلمية في بيروت, فقد عرف المؤلف القزويني بالقبائل باختصار شديد وعندما مر على العقيدات عرّف بهم وبسكناهم على الفرات ولم يسئ أبداً أو يذم العقيدات بشيء, فقام الأستاذ كامل الجبوري بشرح الكتاب والتعليق عليه بالهامش وتحت اسم العقيدات علق وهو ليس المؤلف (بأن اسمهم يدل على انهم لفيف من القبائل), وهذا لن يكون اول شخص ويبدو انه لن يكون اخر الاشخاص الذين يفترون على العقيدات من عمامنا الجبور, ومثل هؤلاء بتقديري وبتقدير العديد من الجبور لا يمثلون كل عمامنا الجبور بل يمثلون الحاقدين على العقيدات من الجبور نتيجة لارث قديم بين العقيدات الجبور, ونحن نعرف الكثير عن الجبور وبيد الباحث أسعد الفارس (مذكرات عالم الآثار الإنكليزي هنري ليارد الذي عاش مع الجبور) في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي وفي هذه المذكرات الحلو والمر والمعلومة المكتوبة او المسموعة هي بمثابة السيف يمكننا ان ندافع به عن أنفسنا, ولكن كل مثقفي العقيدات ومنهم اسعد الفارس يرفضون أن يغمدوا هذا السيف في ظهر بني عمنا الجبور وهم من عمامنا الزبيد. ولكن نقول للأستاذ هذا.. نحن اثبتنا زبيديتنا في العديد من الكتب والمصادر وما كتب عن العقيدات من غير العقيدات فنحن لان نريد منك ان تشهد لنا بذلك!! وزبيدتينا أولا واخيرا سيفنا المعروف الذي دافعنا به عن العقيدات وديار العقيدات.
مصادر البحث:
1 – مسالك الابصار في ممالك الامصار. لابن فضل الله العمري, المركز الاسلامي للبحوث – بيروت.
2 – كتاب العبر لابن خلدون. دار الكتاب اللبناني. بيروت.
3 – صبح الاعشى. لأحمد القلقشندي. وزارة الثقافة السورية.
4 – عشائر بلاد الشام لأحمد وصفي زكريا. دار الفكر. دمشق.
5 – جمهرة انساب العرب لأبن حزم. القاهرة.
6 – نهاية الأرب في أنساب العرب للقلقشندي. القاهرة.
7 – العشائر الغنامية على الفرات الأوسط . هنري شار ل. بيروت.
8 – اسماء القبائل وانسابها للقزويني. بيروت
9 – الدرر المفاخر. للبسام التميمي. بغداد.
10 – كتاب البدو. للأوبنهايم. القاهرة.
11 – الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد. اسعد الفارس. الكويت
12 – شعب ومدينة على الفرات الاوسط . اسعد الفارس. دمشق.
13 – عشائر العراق للعزاوي.
14 – آل ربيعة الطائية. فرحان احمد السعيد.
15 – القبائل العربية في بلاد الشام لفردوس العظم.
16 – العقد الفريد لابن عبد ربه
17 – مصادر المتحف الحربي. دمشق.
16 – دليل انشاء وتحقيق سلاسل الانساب, د. عماد محمد العتيقي.
17 – المنتخب في ذكر انساب قبائل العرب. عبدالرحمن بن زيد السويداء.
18 – ملفات قدمها لنا بعض المثقفين من قبيلة شمر (حائل)
19 – وثيقة قدمها لنا الاستاذ عبدالعزيز الحاج حسين وفيها عن العقيدات ووجودهم على الفرات قبل حوالي عام 1000 هجرية.
20 – جامع انساب العرب لمذهن السرحاني. قطر.
21 – آل الجربا في الأدب والتاريخ. لابن عقيل.
22 – الرحالة الدكتور رالوف. كتاب رحلة المشرق.
23 – حديقة الزوراء في سيرة الوزراء للسويدي. المجمع العلمي العراقي.
هذا الموضوع قام بكتابته وتنسيقه كلاً من
الفارس / رئس مجلس ادارة موقع العقيدات
صفوان أسعد الفارس ابن الكاتب والاديب اسعد الفارس
ابو طلال / مؤسس موقع العقيدات