كان الحجاج بمجلسه العامر بالشعراء وأهل العلم والمنافقين واللائذين بسلطانه. حضر أعرابي قادم من سفر طويل عبر الصحراء وكان جائعا حتى الموت .
قدم الحجاج للرجل فطيرا طيبا معجونا بالسمن ومحشوا بالفستق والبندق والجوز والزبيب ، فلما أكل الأعرابي منه قليلا استطعمه وتذوق لذته، وانغمس يقطع اللقيمات منه كأنها آخر زاده، وعندما رأى الحجاج استغراق الرجل في الأكل قال الحجاج : من أكل من هذا الصحن ضربت عنقه، فامتنع كل من يأكل ، وتردد الأعرابي، وأخذ مرة ينظر إلي الحجاج ومرة إلى الفطيرة، وحينما انهارت مقاومته قال للحجاج: أوصيك أيها الأمير بابنتي خيرا وهم يأكل لا يلوي عن شيء. فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره، وأمر له بعطية.
رؤي أعرابي يغطس في البحر ومعه خيط . وكلما غطس عقد عقدة , فقيل له : ما هذا ؟
قال جنبات الشتاء اقضيها في الصيف .
سرق اعرابي صرة فيها دراهم ثم دخل المسجد يصلي وكان اسمه موسى فقرأ الإمام ( وما تلك بيمينك يا موسى ) , فقال الأعرابي : والله إنك لساحر ثم رمى الصرة وخرج .
صلى اعرابي مع قوم فقرأ الإمام ( قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا ) فقال الأعرابي :
أهلكك الله وحدك : ايش ذنب الذين معك . فقطع القوم الصلاة من شدة الضحك .
سمع صبي فقير امرأة في جنازة تقول :
يذهبون بك إلى بيت ٍ ليس له غطاء ولا وطاء ولا عشاء ولا غداء ولا سراج
فقال الصبي :
يا أبت إنهم ذاهبون به إلى بيتنا !!!
من نوادر العرب..!! قيل لبخيل : من أشجع الناس؟ قال: مَنْ سَمِعَ وَقْعَ أَضْراس الناس على طعامه ولم تَنْشَقَّ مَرَارَتُهُ
حكى الأصمعي قال :
كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش ،
فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب .
فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ، وكان أعور ،
فقال الخياط : والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج ،
فقال الأعرابيّ : والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء .
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج !
فقال في الخياط هذا الشعر :
خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه .