ظاهرة تسرب التلاميذ من المدرسة .

ظاهرة تسرب التلاميذ من المدرسة .
(حلقة بحث )
إعداد: عبدا لرزاق المحمد- أمين سر التعليم الإلزامي
لـ (مدارس أبو حمام والكشكية وغرانيج )

المقدمة

اجتهدت على الانتهاء من إعداد هذه الدراسة بعد أن علمت بعزم وزارة التربية إقامة دورة تدريبية عن التعليم الإلزامي – بمديرية التربية بدير الزور , وتعود فائدة حلقة البحث هذه بالدرجة الأولى إلى معلم الصف, يستنير بها لتحقيق الأهداف ..
ظاهرة التسرب
التسرب في معناه اللغوي :
من سَرَبَ يَسْرُبُ سُرُوباً : أي خرج أو ذَهَبَ
و السَارِبُ الذَّاهِبُ علَى وَجهِهِ في الَأرضِ)
وفي مُحكَمِ التَنِزيل (( وَمَن هُوَ مُستَخفٍ بِالّليلِ وَسَارِبٌ بِالنّهار )) . فالمعنى أي الظَّاهِرُ في الطُرُقَاتِ والمستخفي في الظُلُمَاتِ.


ظاهرة تسرب التلاميذ وغيابهم : هي ظاهرة قد لا تخلو مدرسة , إلا وتعاني من النتائج السلبية لهذه الظاهرة فهي ظاهرة خطرها عظيم ونتائجها جسيمة وتنذر بضياع الجهد فكان من الواجب دراسة هذه الظاهرة وتعيين أسبابها وآثارها وطرق علاجها لتستقيم الدراسة..
، وظاهرة التسرب تشمل التأخر الذي يخل بالنظام والغياب الذي لم يسبقه إذن والانقطاع بغير عذر ، كما أن دواعي التسرب قد تكون لأسباب عدة :
-- فبعضها قد يدخل في دائرة عمل المعلم فينعكس على التلميذ بالصدود والنفور ،
-- وبعضها قد يدخل في دائرة ولي الأمر وضعف اهتمامه بابنه كأن يشغله بعمل وقت دوام المدرسة
-- وبعضها قد يدخل في دائرة التلميذ ورغبته باللهو واللعب .

تعريف ظاهرة التسرب :
(( هو حالة تدعو التلميذ للتأخر أو للغياب أو الانقطاع عن الدوام في المدرسة أكثر من 15 يوما ..))
آثار هذه الظاهرة :
لظاهرة التسرب تأثير بالغ على جميع محاور العملية التعليمية في المدرسة .
فظاهرة التسرب تؤثر إلى حدّ بعيد :
 أولاً : على التلميذ
 ثانيا: على المعلم ً
 على بقية تلاميذ المدرسة
 ثالثاً : وعلى المستوى العلمي والصورة المُشَرِّفة للمدرسة .
 رابعاً:فهذه ظاهرة تنبئ بضياع الجهد والبعد عن الهدف المنشود وخاصةً في المدرسة التي فيها بنسبة التسرب عالية ..
آثار هذه الظاهرة على التلميذ :
فهذه الظاهرة مدعاة للكسل والدعة والميول إلى الخمول والنفس توّاقة للشيء هذا ، فإن لم يجد التلميذ من يوعيه وينبهه ويزجره ويستخدم كل الوسائل التي قد تعمل على استقامته عادت نفسه للتسرب المرّة تلو المرّة . وضاع بذلك جهد المعلم وعاد التلميذ من التعلم كما دخل أول مرّة .
فكم من همّة قد تبددت لديه ، وكم من غم قد انعكس عليه ، فتغيرت نفسيته وجعلت من الفشل عنواناً وضياع الوقت مهنة قد تأصلت فساءت بذلك أخلاقه وازدادت أذيته,
أثرها على المعلم هو :-
فذاك معلم فاضل أصابه إحباط بعدما رأى تلميذه الذي تعب عليه قد تركه ، و بدأ بالانقطاع والتسرب , وقد قطع معه شوطاً في التعلم .
وذاك معلم قد يقل جهده و عطاؤه بعد أن رأى تكرر انقطاع تلاميذه ..
أثرها على مستوى التلاميذ : قد يصبح المتسرب مثالاً يحتذى ، ومعروفاً بذلك و يقتدى به ، فكم من تلميذ لا يعرف التسرب فبعد أن تعرف على صاحبه شجعه بأسلوب ظريف وزين له هذا المسلك فشاع التسرب في الصف ..
على المستوى العلمي والصورة المشرفة للصف : فقد ساءت وتراجعت النتائج المُشَرِّفة ( الدرجات ) .

أسباب تسرب التلاميذ من المدرسة :
 التلميذ هو السبب أو المعلم أو أن ولي الأمر بقلة متابعته وضعف اهتمامه هو السبب , وهناك أسباب نابعة من داخل الصف أو المدرسة , وأخرى نابعة من خارجها وكذلك هناك أسباب متعلقة بالجهة المشرفة على المدرسة

فأولاً / الأسباب المتعلقة بالتلميذ :

أ ) أسباب ناتجة عن حاجة التلميذ إلى الرغبة الصادقة :
1- رغبة التلميذ في الدراسة منذ البداية لم تجد من يستصلحها ويحفزها للانطلاق ..
2- إدراك الطالب للهدف الذي من أجله وجدت المدرسة مفقود فحضوره تحصيل حاصل .
ب ) أسباب ناتجة عن حاجة التلميذ إلى المتابعة المستمرة :
1- تعود التلميذ على الغياب بغير عذر صحيح , منذ التحاقه فإن الغياب يدعو التلميذ إلى الدعة والراحة فتميل نفسه إلى ذلك فينقلب التلميذ بعدئذ بهمة ضعيفة وعزيمة منزهلة في جانب التحصيل فيزهد في المدرسة .
2- تأثر التلميذ بمن حوله من الطلاب المكثرين من التأخر أو الغياب .
3- وجود ملهيات للتلميذ كثيرة كملعب كرة قدم أو مسبح أو غير ذلك ، أو العاب أخرى ..
جـ ) أسباب ناتجة عن حاجة التلميذ إلى التشجيع والتأديب :
1- الشعور بالفوقية والتعالي على المعلم وعلى البقية جعلت من التلميذ يحضر متى شاء ويتشدق أمام المعلم بالعبارات الدالة على عدم الاهتمام أو الاكتراث, وهذا إما بسبب إحساسه بعلو جاه أسرته أو لغناها أو لتقدمه على أقرانه.
2- صدور سلوكيات سيئة من التلميذ أو تلفظه بألفاظ قبيحة داخل المدرسة.. استدعى الأمر من المعلم أن يخرجه بصورة مؤقتة , أو أن يعمل على فصله نهائيا .
3- التلميذ لم يشعر بجو التنافس ولا بإذكاء روح الحماس لديه فانعكس ذلك عليه بالرتابة والملل وبالفتور والصدود عن الدراسة
4- التلميذ لم يجد الاهتمام ولا التشجيع فأصابه التبلد ولم يكن ذا فطنةٍ لفائدة التقدم أو للعواقب الناتجة عن التأخر ..
د ) أسباب ناتجة عن حاجة التلميذ إلى تذليل الصعاب التي قد تواجهه في المدرسة :
وهذه المسؤولية منوطة بالمعلم وبولي الأمر وبالمعلم فكل واحد منهم له دور في تذليل الصعاب التي قد تواجه التلميذ
ومن تلك الصعوبات :
1- بعد المنـزل عن مكان الدراسة وعدم قدرة التلميذ على استخدام وسيلة مواصلات مناسبة فيكثر التأخر والغياب .
2- إحساس التلميذ بعدم الاستفادة من الدراسة وعدم وجود ثمرة مرجوة من الذهاب إليها.
3- وجود صعوبات تقابل التلميذ داخل الصف كضعف مستواه مثلاً فينعكس ذلك على سلوكه عن طريق التسرب فإذا
ما كلف بهذا الأمر, أكثرَ من الغياب والانقطاع .
4- وجود مسؤوليات اجتماعية لدى التلميذ وبالأخص إن كان كبيراً فتجعله محتاجا إلى وقت ليعمل .
5- ضعف مستوى التلميذ العلمي كأن يكون التلميذ صغيراً لم يقرأ أو كبيراً ولم يحسن القراءة بالصورة الجيدة فيحتاج إلى ترديد الدرس عدة مرات فإن لم يجد من يساعده في ذلك أحسّ بالمشقة وبالعناء وانتابه الصدود والنفور .
6- ضعف قدرات التلميذ العقلية وانخفاض معدلات الذكاء والقدرة على الحفظ والاستذكار فإن لم تجد من يحسن تقديرها ويراعيها أصيب التلميذ بالإحباط وبالتبلد .
7- شعور التلميذ بعدم تجانسه مع بقية زملائه في الصف نظراً لكونه كبيرا في السن مع زمرة من الصغار .
8- وجود مصدر إيذاء للتلميذ سواء كان ذلك من داخل المدرسة أو في طريقه من المنزل أو إليه .
9- بغض التلميذ للمعلم وعدم محبته له جعلته يبحث عن الخروج فسلك بذلك طريق التسرب عن الدوام المدرسي.

ثانياً / أسباب متعلقة بمعلم الصف :
- منها ما هو متعلق بذات المعلم ومنها ما هو متعلق بقلة وعي المعلم بخطر التسرب وأخرى نابعة من عدم فهم المعلم للأساليب التربوية وهناك أسباب عارضة قد تعرض للمعلم من حين لآخر تشغل ذهنه وتضعف جهده .
أ ) أسباب في ذات المعلم :
1- شخصية المعلم ضعيفة وتجلت في هذا الباب فسهّل على التلاميذ الغياب .
2- مستوى المعلم العلمي ضعيف والتعليمي أضعف فلم يقنع بذلك التلميذ فأخذ يفكر بمعلم جديد .
3- انضباط المعلم بما يوجب عليه العمل في الصف مفقود .
فكم من يوم حضر التلاميذ والمعلم غير موجود ، وكم من يوم أوصاهم المعلم بعدم الحضور لأنه مشغول
وكم من يوم جلس التلاميذ والمعلم في غاية الشغل بعيداً عن تعليم الحضور ، فهذه كلها صور إذا تكررت تجعل للتلميذ العذر في التساهل وطرق باب التسرب .


ب ) أسباب ناتجة عن قلة وعي المعلم بخطر التسرب :
فهناك من المعلمين من لم ينزعج من شبح هذه الظاهرة وإنما قابل الأمر لا نقول برضا وإنما قابله بعدم الاهتمام عملاً بمقولة ( كلما قلّت الشياطين ترتاح الملائكة ) فنتجت عن هذه القناعة أسباب أدت إلى التسرب منها :
1- عدم متابعة المعلم لمن تغيب من التلاميذ لأول مرة ثم تعددت المرات فلم يعبأ به لا بالسؤال ولا تفقد الحالة ..
2- متابعة المعلم اليومية غير جادة وتدوينه للغياب في سجل التفقد غير دقيق فرب غائب قد حضّره وحاضر قد غّيبه .
3- عدم اتخاذ المعلم للإجراءات المناسبة تجاه التلميذ المنقطع عن الدوام وربما يرغب في الرجوع والعودة.
4- عدم تفكير المعلم في الاتصال بولي أمر التلميذ وتوضيح ما للتسرب من عواقب وآثار سلبية على التلميذ .
5- ردة الفعل عند المعلم إذا ما اتصل بولي أمر فلم يجد منه إلا الإحراج وقلّة الاهتمام مما جعله يترك الامر .
ج ) أسباب نابعة من عدم فهم المعلم للأساليب التربوية :
1- اهتمام المعلم بمجموعة قليلة من التلاميذ دون الآخرين أشعرَ التلميذ أنه خارج الاهتمام وأن ليس له مكان فقرر أن يترك الدوام وينقطع نهائيا .
2- عدم مراعاة المعلم للفروق الفردية بين التلاميذ وربما فيهم الصغير والمتعتع ..الخ
3- عدم معرفة المعلم لإمكانات وقدرات التلاميذ ومحرك نشاطهم أو فتورهم , فأخذ يلقي عليهم الدرس (هيل بدون كيل ) وأوصاهم بالمراجعة وبكثرة التسميع فكلفهم بما قد أثقل عليهم وأشغل بالهم بدون اهتمام .
4- عدم حرص المعلم عند تكليف التلاميذ بتوضيح ما عليهم من واجبات ليأخذوا استعدادهم بذلك من البيت فتنشط عزائمهم ويشعروا بضرورة الحضور والرغبة بأداء الواجب .
5- ابتلي المعلم بتلاميذ مشاغبين فلم يسلك معهم سلوك المقومين فربما تسبب ذلك في تسرب المؤدبين الهادئين .
6- معلم به شدة وقسوة مفرطة لم يتعامل مع نفسية التلميذ وتعاطي القوة ..
7- استخدام المعلم لطريقة واحدة في التدريس لا يقبل فيها النقاش ولا الحوار وقد تكون هذه الطريقة غير سليمة ولا صحيحة فتجلب للتلاميذ المتاعب و قد يعتريهم ضعف المستوى
د ) أسباب ناتجة عن ضعف إدارة المعلم للصف وسوء التنظيم فيها :
1- انضباط تلاميذ الصف مفقود وحال التلاميذ فيه كبحر يموج فكيف يمكن للتلميذ أن يتعلم أو أن يحفظ ويستذكر ؟
2- كثرة عدد التلاميذ صعّب على المعلم حصرهم وعدهم , فكم من غائب ما درى عنه المعلم , وكم من حاضر ما سَمِعَ به المعلم .. فعلم التلاميذ أن حال من حضر كمن غاب ،
3- تنظيم التلاميذ داخل الصف لم يتناسب المكان مع العدد , ولم يأبه المعلم بمتابعة حركات وأصوات الحضور .
4- نظرة التلميذ إلى معلمه وهو يكيل لتلاميذ الصف بصاعين في الاهتمام والتشجيع وتطبيق النظام على تلميذ دون آخر .
5- استخدام روتين يومي في الصف دونما تغيير ولا تجديد ضاق به صدر التلميذ وكلّت منه نفسه .
6- جو التنافس في الصف مفقود وجو الرتابة والملل قد خيّم على الحضور فانعكس ذلك على التلميذ بالفتور .
7- وضع الكبار مع الصغار في حلقة واحدة مدعاة لانتشار الأوبئة والسلوكيات السيئة فالصغير سريع التقليد والتأثر .
8- تَعاقُب المعلمين على الصف خلال العام (فكان الحال كالتي نقضت غزلها من بعد قوة) فكلما تقدم التلميذ عاد وتراجع لمجيء معلم جديد وخاصة إذا جاء الضعيف بعد القوي ولو لمدة وجيزة .
9- عدم مناسبة زمن الدوام إذ يأتي التلميذ إلى المدرسة منهكاً لا يجد الراحة الكافية التي تعينه على الحفظ والاستذكار.
هـ ) أسباب عارضة قد تشغل المعلم :
المعلم بشر قد يصاب ويعرض له ما يعرض لأي واحد منا لكن مساعدته في هذا الأمر أحوج ما يكون هو إليها حتى يؤدي رسالته على الوجه المطلوب ويتفرغ بدوره لتعليم الأبناء بهجة القلوب وبذل جهده وزيادة عطائه المنشود فمن تلك الأسباب :
1- بعد سكن المعلم عن مكان المدرسة داخل المنطقة( بعد الحي السكني )وخارجها قد يصل أحياناً إلى 140كم وعدم توفر وسيلة نقل جيدة , وطرقات غير مسهلة .
2- عدم كفاية الراتب لمتطلبات الحياة مما يجعله كثير الهم مع انشغال الذهن للبحث عن أمور وأعمال تعينه في هذا الجانب ..
3- كثرة المشاكل العائلية التي تواجهه كمرض ولدٍ ونحوه ....
4- مرض المعلم ببعض الأمراض مما قلّ قواه وأنهك جسده وأضعف جهده .

ثالثاً / أسباب متعلقة بولي الأمر
لا يخفى ما لولي الأمر من دور هام وفعال في العملية التعليمة , فالمعلم يهتم بالتلميذ ويتابعه والتلميذ بدوره يجتهد في الحفظ والمواظبة وولي الأمر سوف يبذل المزيد من الاهتمام والمتابعة عندما يرى تقدماً ملحوظاً في حفظ ولده فهذا مبعث سروره وفرحه ورغبته ولذلك قد نجد أسباباً وصوراً سلبية من أولياء الأمور تساعد بدورها على التسرب وكثرة الغياب ومنها :
1- ولي أمر لا يدرك قدر العلم فسهل عليه غياب ولده وأخذ يكلّفه بأعمال تشغله أثناء الدوام.
2- ولي أمر مفرط في تربية ابنه ودلاله فاستهان بالدوام فأكثر من الغياب ومن كثرة الأعذار .
3- عدم متابعة ولي الأمر لابنه بزيارة المدرسة فيسأل عنه أو يتصل بالمعلم أو يقابله ليقف على حال ولده ومستواه ومدى تقدمه والتزامه بالأدب واحترامه الأنظمة .
4- ولي أمر لم يحسن متابعة ابنه فتركه يصاحب من شاء ويمشي مع من شاء ولا شك أن للرفقة السيئة بالغ الأثر في التلميذ إذ سيفضل اللعب معهم بدلاً من الدوام .

رابعاً / أسباب نابعة من داخل الصف
1- مكان الصف غير مناسب .
2- جو الصف قد يكون حاراً أو بارداً أو الإضاءة في المكان غير كافية .

خامساً / أسباب نابعة من خارج المدرسة :
1- وجود رفقاء سوء للطالب خارج المدرسة قد نشروا شباكهم وعموا بالبلوى رفيقهم ..
2- وجود مصدر إيذاء للتلميذ ربما أثناء الطريق من منزله للمدرسة والعكس قد ملأه بالخوف وشتات الفكر والذهن .
3- وجود ملهيات كثيرة خارج المدرسة تشغل التلاميذ وتجعلهم بعيدين كل البعد عن التعلم كملعب أو مسبح أو غير ذلك .
4- ضعف مساندة المعلم من الأهالي في منطقة المدرسة .
5- وجود أبناءٍ في الحي مؤذيين منقطعين عن الدراسة يكثرون من صور العبث والأذية والإزعاج ، فأين الأهالي منهم و توعيتهم وإرشادهم .

سادساً / أسباب متعلقة بالإدارة
الإدارة : هي الجهة المشرفة على المدرسة لها دور بارز وأهداف تسعى لتحقيقها وعليها مهام أساسية في تذليل الصعوبات التي قد يواجهها المعلم أو الطالب على السواء إلا أن كثرة هذه الأعمال وتنوع المتابعة والأشغال قد يظهر من خلالها أسباب قد تعمل على التسرب والغياب ومن تلك الأسباب :
1- ضعف المتابعة لجانب التسرب وربما بسبب ضعف متابعة الجهة المشرفة الأعلى مثل (أمين سر التعليم الإلزامي وما علاه ).
2- عدم تنفيذ الضوابط والتنظيمات التي تعين على الحد من ظاهرة التسرب .
3- قلة أو انعدام الحوافز التشجيعية التي تقدم للتلاميذ لدعم مسيرة الانتظام في الصف والبعد عن التسرب .
4- عدم وجود برامج لتأهيل وإعداد المدرسين والرفع من قدراتهم وتحسين مستوى أدائهم وتوعيتهم تجاه ظاهرة التسرب وكيفية التعامل معها.
5- تغيير المدرسين في الصف الواحد من وقت لآخر مع ما يصاحب ذلك من انقطاع التلاميذ خلال تعاقب المدرسين .
6- تكليف المدرس بأكثر من عمل بشكل يفوق قدراته وإمكاناته فيضيق بذلك دوامه ويتسبب في الإخلال ببعض الجوانب المهمة كمتابعة الغياب .
7- عدم ملاءمة برنامج الاختبارات لمستوى التلاميذ مما قد ينعكس عليهم بالتسرب والابتعاد وخاصة إذا صاحب ذلك نتائج سلبية وعبارات توبيخية وكلاماً مليئا بالسخرية فقد ينتج عنها كامل الانقطاع لطلاب عرفوا بالتميز والحضور.

أساليب علاجية وطرق وقائية
أولاً / القدوة الصالحة :
ينبغي أن يكون المعلم ذا قدوة صالحة لتلاميذه في الانتظام والحضور المبكر وحرصه الشديد على الوقت والاستفادة منه ، فالمعلم هو القدوة الصالحة وينبغي عليه أن يربي تلاميذه بفعله قبل قوله لأن التربية قدوة قبل أن تكون توجيهاً وعملاً قبل أن تكون قولاً ، فليس من المعقول أن ينضبط التلاميذ ومعلمهم كثير التسرب والغياب .
ثانياً / غرس النية الخالصة والرغبة الصادقة :
إن الإخلاص من أعظم أعمال القلوب وهو شرط لقبول العمل ويحصل به المتعلم على رضى الله سبحانه : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض ))
لذلك وجب على المعلم أن يغرس في حسّ التلميذ استحضار النية الصالحة عند جلوسه وحفظه وقراءته حتى يصبح ذلك خلقا للتلميذ ، فإذا ما حصل المقصود وهو إخلاص العمل ووجود الرغبة الصادقة لدى التلميذ كان ذلك من أعظم أسباب انتظام التلميذ في الدوام وعدم التسرب .

ثالثاً / المتابعة المستمرة :
إن متابعة التلميذ المتسرب تحتاج إلى جدّية المعلم من بداية وجود هذه الظاهرة لديه ، فعلى المعلم أن ينتبه لذلك وأن لا يغفل عن التلميذ المتسرب ، وتكون المتابعة منذ ظهور الأعراض ( تأخر ثم تغيب ثم انقطاع ) ونعطي الأهمية الأولى : المحافظة على التلاميذ المداومين ونستكمل بالإجراءات التالية :-
أ ) توعية التلاميذ بأهمية الحضور وعدم الغياب أو التأخر وأن ذلك من أهمّ أسباب الاستفادة.
ب ) تربية التلاميذ على ضرورة الانضباط بالدوام وتعليمهم الاستئذان المسبق قبل الغياب .
ج ) مسائلة التلميذ والتشديد عليه عند التأخر أو الغياب وعدم قبول التلميذ المتغيب المتكرر منه الغياب بلا عذر مقنع الا بعد الإتيان بولي أمره ومعالجة حالته بمشاركة المدير .
د) توثيق المتابعة كالتالي :-
1- بتنبيه وتوعية ولي الأمر واستدعائه خطياً ( وذلك في حالة الغياب من غير عذر )
2- إنذار ولي أمر التلميذ واستدعاءه ( وذلك في حالة تكرر غياب الطالب بغير عذر )
3 – عند نفاذ الوسائل يتم إرسال إنذار باسم السيد المحافظ رئيس مكتب المحافظة للتعليم الإلزامي , ينذره باستخدام القانون في حال عدم إرسال ولده للمدرسة خلال مدة أقصاها عشرة أيام ( عن طريق شعبة التعليم الإلزامي ) والتي تتابع وصول هذا الإنذار عن طريق السلطة ..
4 – يقوم أمين سر التعليم الإلزامي بعد عشرة أيام من تاريخ الإنذار بإحصاء أسماء التلاميذ الذين لم يلتحقوا بالمدرسة ,وتنظيمهم بلائحة ( دعوى قضائية ) بالتنسيق مع شعبة التعليم الإلزامي . التي تتابع موضوع الدعوى .
5 _ تتابع السلطة القضائية تنفيذ القانون
6 – توثيق كافة الإجراءات في سجل متابعة التلميذ في المدرسة .
هـ ) تعدد وسائل الاتصال لمتابعة الطالب المتسرب .
إن تعدد وسائل الاتصال لمتابعة الطالب المتسرب يساعد المعلم كثيراً للقضاء على ظاهرة التسرب ، فسرعة متابعة الطالب قبل أن يستفحل أمره مع إخبار ولي أمره وتوعيته مع تعدد صور المتابعة للطالب توجد لديه الشعور بأهمية المداومة والحضور فيحتاج المعلم في ذلك إلى التالي :-
1- استخدام الهاتف لإطلاع ولي أمر الطالب بذلك ، سواءً كان هاتف المنزل أو العمل .
2- استخدام الهاتف للاستفسار عن الطالب من قبل المرشد الاجتماعي ( إن وجد ) وحث وليه على التعاون معه في هذا الأمر .
3- إطلاع المسؤول من الأهالي أو مجلس الأولياء أو لجنة الحي للتعليم الإلزامي او المختار عن تسرب الطالب لمتابعة ذلك .
4- توصية أحد طلبة الصف للسؤال عن الطالب المتسرب والمجيء بأخباره ويا حبذا من ابن الجيران إذا عرف بالصدق في ذلك .
5- زيارة التلميذ في بيته والجلوس مع ولي أمره إذا كان ذلك يجدي ووجد المعلم في وقته الفسحة لذلك وفي نفسه القدرة عليه .
رابعاً / التشجيع والتأديب :
 إن امتداح السلوكيات الإيجابية كالانضباط والانتظام في الحضور وتشجيعها والثناء على أصحابها لفظياً أو مادياً أو معنوياً بالأسلوب المتدرج المتوازن لهو من الأسباب المغيّرة لسلوك الطلاب في الصف وتحويلها إلى سلوكيات إيجابية
وقد أثبتت التجارب (( أن أثر الثواب عادة أقوى من أثر العقاب )) .
وأن التشجيع هو من الأساليب التربوية التي تقلل عملية التسرب من المدرسة . ويكون ذلك بالنصح والتوجيه..
- وان الضرب والحرمان من التشجيع والتوبيخ والزجر و التهديد اللفظي والإخراج الإداري المؤقت يزيد من عزوف التلميذ عن الدراسة مما يؤدي للتسرب .. وان كان هناك رأياَ حول ( الضرب غير المبرح ) وله حديث يطول ..
خامساً / ضرورة إلمام المعلم بالأساليب التربوية :
 إن إلمام المعلم بالأساليب التربوية الحديثة في العملية التربوية لهو من الوسائل التي تساعد على نجاح التربية والتعليم والتدريب المستمر والمراجعة والانضباط والانتظام في الدوام .
 يجب العدل حتى في توزيع النظرات وإشعار التلميذ بالاهتمام مع معرفة الإمكانيات فإذا ما ارتقى الطالب بمستواه فعندئذ يطلق عليه عبارات التشجيع والثناء حتى وإن كان التلميذ في مستواه دون غيره من التلاميذ ، فإن ذلك مما يحييه ويبعث فيه النشاط فيزداد قوة إلى قوته وعزيمة إلى عزيمة
 ، كما أن الاطلاع على الجديد والعمل على التجديد والابتكار في تنشيط التلاميذ بإحياء روح المنافسة والتنافس بينهم بإقامة المسابقات الهادفة التي تعين على مواصلة حفظهم وانتظامهم
 تكريمهم ببعض الجوائز التي تميز المتفاعلين عن غيرهم لهو من الأساليب الداعية إلى محبة الطلاب لمعلمهم ومحبة المعلم لهم.
سادساً / / دور الجمعيات الخيرية والمؤسسات والمنظمات و تعاون وجهاء الحي وإمام المسجد : :
يمكن للجمعيات الخيرية والمؤسسات والمنظمات والمراكز الثقافية أن تعمل للقضاء على ظاهرة التسرب ... من خلال المحاضرات
يمكن إصدار منشورات توعية , وإخراجها بصورة تحمل معها التشجيع والتنافس والنصح والإرشاد فزيادة وعي ولي الأمر بجوانب متابعة ابنه مع زيادة النصح لهو من الأسباب القاضية على ظاهرة التسرب .
يمكن الاستفادة من أئمة المساجد لتبني رسالة الحث على العلم وإيجاد الصلة الدافعة له لزيادة التواصل وبذل التعاون والمتابعة لخدمة التعليم وعودة المتسربين وتوضيح ما تقوم به التربية بخدمات مجانية للتلاميذ . وهذا الأمر قد جرب وطبق في مساجد أبو حمام والكشكية وغرانيج وأثبت نجاحا ظاهراً.
سابعاً ) عقد مجالس الأولياء .
إن مجالس الأولياء تشجع وتزيد من التواصل البناء بين معلم الصف والإداريين وأسرة الطالب ومن خلالها يكتشف ولي أمر التلميذ أن زيارته للمدرسة ومتابعته لابنه ضرورة تربوية لا بد منها فهي تحمل التشجيع للتلميذ والعلم بمستواه العلمي والوقوف على أخلاقه وسلوكياته مع معلمه وزملائه فهي تحمل التواصل البناء مع المعلم لما فيه مصلحة التلميذ ..
والأهالي بذلك يعملون على متابعة التلاميذ بالتعاون مع معلم الصف سواء كان ذلك في الرفع من مستوى التلاميذ وتشجيعهم أو كان للحد من تسربهم وغيابهم أو كان لتقويم سلوك التلاميذ وتأديبهم أو للوقوف أمام كل صاحب أذية وتشويش
 يمكن أن تعقد هذه المجالس فصلية وهي عامه يحضرها الأهالي للتوعية والإرشاد والتشجيع والإكرام .
 مجالس الأولياء لها طرق تبين كيفية الأعداد لها لتكون ناجحة وتحقق الأهداف .
 إقامة الدورات التربوية :
ثامناً - إن إقامة الدورات التربوية للقائمين على التعليم حالياً وهم على رأس العمل بهدف الارتقاء بمستواهم المعرفي والتعليمي وإكسابهم بعض مهارات التدريس وقواعده التربوية وإطلاعهم على الجديد في طرق التدريس والوسائل التعليمية والجوانب التربوية للحد من ظاهرة التسرب والغياب لهو من الطرق و الأسباب الناجحة .
تاسعاً - رصد شهادة تقدير ومكافأة مالية : إن إصدار شهادة تقدير أو رصد مكافأة مالية فصلية لكل تلميذ لم يتغيب طول الفصل الدراسي ولا ليوم واحد على مستوى الصفوف وتوزيعها عليه في حفل عام يذكّر التلميذ فيه بمواظبته وعدم انقطاعه لهو من الأسباب المؤثرة في نفسية التلميذ وتقويم سلوكه والداعية له إلى زيادة التنافس والحرص على المواظبة على الدوام والحضور .
-- دور أمين سر الإلزامي :
إن للتوجيه والإشراف دور بالغ الأهمية لمتابعة ظاهرة التسرب أثناء الزيارات الميدانية , وهو مشرف ميدانيا عن كل ما يتعلق بالتسرب . والدوام وشؤون التلاميذ والسجلات وصولاً إلى تحقيق أهداف التعليم الإلزامي ..
-- دور ا دارة المدرسة :
إن تفعيل دور إدارة المدرسة من خلال تشجيع التلاميذ وحثهم على الالتحاق بالمدرسة ومتابعتهم في الاستمرارية بها من غير انقطاع ولا غياب لهو من أبرز محاور العلاج لظاهرة التسرب ويكون ذلك :
أولاً ) من خلال الاجتماعات الدورية مع المعلمين والمرشدين لتوعية الطلاب بأهمية الدوام.
ثانياً ) بالتواصل مع المعلم او المرشد الاجتماعي بالمدرسة التي بها التلميذ المتميز وذلك لإذاعة اسمه والثناء عليه أو تعليق اسمه في لوحة الشرف في المدرسة لتميزه وتحفيز غيره .
ثالثاً ) مساءلة المتسرب أو المتغيب أو المقصر عند التحاقه ومعاتبته عن ذلك لربما أقلع عن غيابه وتسربه وتقصيره مرة أخرى .
الخاتمة
وفي ختام هذا البحث أسأل المولى أن نكون قد وفقنا في الإحاطة ببعض الجوانب . والبحث عن أسبابه وطرق علاجه ، وما كان فيه من صواب فبتوفيق الله لنا ، وما كان فيه من زلل وخطأ فمردود علينا فكلنا معرضون لذلك ،



فهرس الموضوعات
م الموضوع الصفحة
1 المقدمة التسرب في معناه اللغوي 1
2 آثار هذه الظاهرة + أسباب تسرب الطلاب 2
3 الأسباب المتعلقة بمعلم الصف 3
4 أسباب ناتجة عن قلة وعي المعلم بخطر التسرب 4
5 أسباب عارضة قد تشغل المعلم + الأسباب المتعلقة بولي الأمر+ أسباب نابعة من داخل الصف + أسباب نابعة من خارج الصف و المدرسة
5
6 أسباب متعلقة بالإدارة + أساليب علاجية وطرق وقائية 6
7 التشجيع والتأديب 7
8 ضرورة إلمام المعلم بالأساليب التربوية + دور الجمعيات الخيرية والمؤسسات والمنظمات + عقد مجالس الأولياء 8
9 دور أمين سر الإلزامي وإدارة المدرسة 9







وزارة التربية
مديرية التربية بدير الزور
مجمع هجين الإداري


ظاهرة تسرب التلاميذ من المدرسة .
(حلقة بحث )
إعداد: عبدا لرزاق جاسم المحمد- أمين سر التعليم الإلزامي
لـ (مدارس أبو حمام والكشكية وغرانيج )