ربما كان من الصعب على المواطن العربي بشكل عام أن يحافظ على جهازه المناعي بأعلى كفاءة له، في ظل روتين الحياة اليومي؛ ثلوث ضوضائي، تلوث هوائي، وتلوث غذائي. أيضا لا يخلو يومك من دواع تثير غضبك وعصبيتك. وقد ينتهي يومك ولا تحصل على قسط كاف من الراحة، فتخلد للنوم خمس ساعات وربما أقل.
كل هذه الأمور تتسبب في ضعف جهازك المناعي، لتصبح صيدا سهلا للعديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية، التي لا يستطيع أن يقاومها الجسم في ظل تلك الظروف الصعبة.
يهدي د. عبد الهادي مصباح استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، المعلومات التالية لدعم الجهاز المناعي:
ما المقصود بالمناعة، وما أنواعها؟المناعة هي قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والجراثيم التي تحيط به في كل مكان وتهاجمه أحيانا كثيرة، وتتم مقاومة هذه الجراثيم بعدة طرق:
- المناعة الطبيعية أو الوراثية، ويقصد بها وسائل الدفاع الموجودة داخل جسم الإنسان مثل: الأغشية المخاطية المبطنة لبعض أعضاء الجسم، بعض محتويات الدم كالكريات البيضاء، والخلايا الليمفاوية وبلازما الدم.
- المناعة المكتسبة، وهي المناعة التي يكتسبها الجسم بعد التعرض لأنواع مختلفة من الفيروسات، بإفراز أجسام مضادة لهذه الفيروسات في الجسم.
- المناعة المكتسبة الاصطناعية، وهي التي يكتسبها الجسم بعض أخذ اللقاحات والأمصال المضادة لبعض الأمراض.
ماهي العوامل الأساسية التي تؤثر على المناعة الطبيعية لجسم الإنسان؟تبدأ المناعة الطبيعية لجسم الإنسان منذ لحظة تكوينه وهو جنين، فيكتسب جزءا من مناعة أمه، ويكتسب الكثير من مناعتها بحصوله على حظ وفير من الرضاعة الطبيعية.
وأهم العوامل التي تؤثر فيما بعد على المناعة الطبيعية:1- الرياضة المنتظمة.
2- الغذاء الصحي المتوازن.
3- الراحة النفسية والتوازن مع المحيط والطبيعة.
كيف يمكن تقوية الجهاز المناعي للجسم؟
يمكن دعم جهازك المناعي ضد الأمراض باتباع التالي:- محاولة الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطبيعية، التي لا تحتوي على مواد حافظة أو معالجة بكيماويات زراعية. ولضمان جودتها وصحتها يراعى التالي:
· غسل الفواكه والخضراوات قبل تناولها بماء جار، ونقعها في خل وليمون لمدة عشر دقائق.
· إذا كانت الفاكهة أو الخضراوات قابلة للتقشير يفضل تقشيرها، فالقشرة الخارجية عادة تتأثر بشكل كبير من المبيدات الزراعية.
· مراعاة أن تكون داكنة اللون، فكلما كانت الفاكهة أو الخضراوات داكنة، زاد بها مادة الفايتو المضادة للأكسدة والأورام، التي تقي الجسم من كثير من الأمراض.
· ومن الفواكه والخضراوات المهمة التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة: التوت- العنب- الشمام - الكرز- البرتقال- الليمون- الجوافة- الخرشوف – البروكلي- الجزر- البقدونس.
- الحرص على تناول كمية كافية من السوائل يوميا، والعصائر الطازجة.
- الابتعاد عن الأغذية التي تحتوي على مواد حافظة، والوجبات السريعة فبها نسبة عالية من الدهون التي تؤثر على مناعة الجسم سلباً.
- مراعاة تنوع المواد الغذائية التي تتناولها يومياً، على أن تتناسب مع سنك وطبيعة عملك.
- مارس رياضة بشكل منتظم تناسب سنك وظروفك الصحية، ولتكن رياضة المشي لمدة ساعة يومياً، مع الحرص على ممارسة الرياضة في جو نقي بعيد عن التلوث.
- حاول التكيف مع الانفعالات قدر الإمكان.
- تجنب الأرق وتناول قسط كاف من النوم.
كيف يمكن تجنب الأرق والخلود للنوم فترة كافية؟وردا على هذا السؤال، يقول الدكتور أسامة أبو المجد استشاري أمراض النوم وعضو الجمعية الأمريكية لاضطرابات النوم:
يتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي من شخص إلى آخر. ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائماً.
ويوجد اعتقاد خاطئ بأن الإنسان يحتاج عدد ثمان ساعات يومياً. لكن هذه المعلومة غير حقيقية. فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من عشر ساعات لدى البعض الآخر.
والخلاصة أن ساعات النوم تختلف من شخص لآخر. فمثلا إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي، فهنيئا لك؛ أنت لا تعاني من مشاكل ونقص في النوم.
ولتجنب الأرق يمكنك اتباع النصائح التالية:- ينبغي أن تحاول الاسترخاء قبل النوم، فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في الخلود للنوم.
- تجنب إجبار نفسك على النوم، وبدلا من ذلك قم ببعض الأنشطة الهادئة التي تريح الأعصاب كالقراءة أو مشاهدة التلفزيون.
- اذهب للفراش عندما تشعر بالنعاس فقط.
- لا تكثر البقاء في الفراش وأنت مستيقظ، واحصر بقاءك في الفراش على الفترة التي تحتاجها للنوم.
- الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ.
- حاول ممارسة الرياضة بانتظام فالرياضة تساعد على النوم بشكل أفضل.
- حاول التخفيف من شرب المنبهات كالقهوة والشاي قبل موعد النوم بحوالي ست ساعات.
- تجنب التدخين قبل موعد النوم.
- وجبة خفيفة قبل النوم قد تساعد على الخلود للنوم.
- وأحب أن أحذر الأشخاص المصابين بالأرق من الاستخدام الخاطئ للأدوية المنومة دون الرجوع للطبيب المختص، فضررها في هذه الحالة أكبر بكثير من نفعها.
ودمتم بود