المعارك مع الإنكليز والفرنسيين
ماإن انسحب الترك في عام /1337هـ /1918م حتى ثاروا على الإنكليز الذين وصلوا من العراق إلى هذه الأنحاء0 وجرت معارك عديدة في الصالحية وعين علي وتل مدقوق في شتاء عام / 1919م وربيعها ، دارت الدائرة فيها على الإنكليز وقتل منهم عدد كبير ، رغم تفوقهم بالسلاح وطائراتهم وسياراتهم المدرعة 0 وقد أسقط العقيدات يومئذ عددا من هذه الطائرات ، واستولوا على عدد من تلك السيارات، وذبحوا ركابها ، وتابعوا فلولهم إلى بلدة البوكمال ،فانسحب الإنكليز إلى وراء الحد الذي نصبوه في نقطة القائم (حصيبة)، وتركوا البلاد لأهلها وللحكومة الفيصلية ، وكان قائد العكيدات يومئذ في الوثوب على الإنكليز مشرف الدندل ، حيث جمع جيشاً من عشيرته البوكمال والشعيطات السباقة إلى الوثوب والحروب ، وكذلك رمضان الشلاش من البوسرايا ، وكذلك حمودالحمادي في قرية خشام ، كل هؤلاء الثلاثة عاركوا الإنكليز الذين جاؤوا من العراق وتجاوزوا وادي حوران ، الذي هو في رأيهم الحد الطبيعي بين الشام والعراق ، ونتيجة المقاومة تراجع الإنكليز ، وطردوهم إلى وراء ذلك الحد 0
وجاء الفرنسيون في أواخر عام / 1339هـ / 1920م عقيب احتلالهم دمشق وحلب وزحفوا نحو وادي الفرات لإخضاعه ، وكانوا في قيادة الرئيس ترانكا يرافقه ويناصره الأمير مجحم بن مهيد شيخ الفدعان ومعه عشائره ، فقاومتهم عشائر العكيدات وخرّبت الجسور في طريقهم ، إلى أن بلغوا دير الزور واحتلوها في تشرين الأول عام / 1920م ، لكن العشائر لم يرق لها ذلك ، وشرعت تناوئهم ، ونهب البوسرايا قافلة عسكرية قادمة من حلب ، وهاجمت فرقتا البوحليحل والبوعمر فرقة فرنسية في جنوب الدير ، وفتكتا بها ، ولمّا قصفتهم الطائرات ، قاموا وهاجموا مطار دير الزور وأحرقوا سبع طائرات فرنسية ، فخرج الزعيم دبيوفر من حلب ، بحملة كبيرة في تشرين الثاني عام / 1430هـ - 1921م وبلغ دير الزور دون أن يلاقي عقبة في طريقه لأن العشائر التي في طريقه استسلمت وتوسلت بالصفح عمّا بدا منها ، وأعادت الأسلاب والغنائم ، ورضخت لما فرض عليها من الضرائب 00( عن مجلة المشرق في عددي آب وأيلول عام/ 1931)0
الكاتب علي فرج العبدالله