إنفجار سيبيريا الذي حير عقول العلماء
في صباح الثلاثين من يونيو(حزيران)، شوهدت ظاهرة غير عاديةهنا في إحدى قرى سيبيريا فقد شاهد الفلاحون شيئا يلمع بشكل ساطع في كبد السماء وكان ساطع جدا بحيث تعذر التحديق إليه بالعين المجردة وعند الأفق ظهرت في اتجاه الجسم المضيء نفسه غيمة سوداء صغيرة وعندما اقترب الجسم الساطع من الأرض بداوكأنه انشق إلى غبار وتكونت مكانه غيمة كبيرة من الدخان الأسود وسُمع انفجار مدو كما لو أنه ناجم عن انهيار صخور كبيرة فارتجفت الأبنية واندفع بقوة لسان متشعب مناللهيب نحو الأعلى عبر الغيمة فهرع القرويون نحو الشارع مرعوبين وأجهشت النساءالمسنات بالبكاء فقد اعتقد الجميع أن نهاية العالم قد أتت .
وعلى مدى ما يقرب من قرن من الزمان اختلف العلماء فى تفسير سبب هذا الانفجار فمنهم من أرجعه إلى جرم سماوى( نيزك أو مذنب ) انفجر فى تلك المنطقة الغير مأهولة من غابات سيبيريا ومنهم من أرجعه إلى انفجار سفينة فضائية تعمل بالوقود النووى ولكل تفسير شواهده وأدلته وهذا ما يثير الحيرة !!! .
فى ذلك الحين تجاهلت كل الجهات الرسمية في( روسيا القيصرية )أمر إنفجار سيبيريا نظراً لانشغالهم بالأوضاع السياسية التى اضطربت بشدة بعد أن سيطر الراهب الغامض( راسبوتين ) على القيصر والقيصرة وأصبح صاحب الكلمة الأولى فى القصر ومع انشغال موسكو بالسياسة وانشغال الشعب الروسى بالمتاعب والأوجاع تعاملوا مع أمر الإنفجار باعتباره مجرد ظاهرة غير مفهومة ولا تستحق الدراسة أو البحث أو حتى معرفة أسبابها
كل ما حدث آنذاك هو أن شكل مجموعة من العلماء الروس رحلة استكشافية بصفة غير رسمية وعلى نفقة أفراد البعثة لتفقد موقع الإنفجار ولم تكد البعثة أن تصل إلى حوض نهر تونجوسكا حتى أصابتهم بعض الأمراض العنيفة مما أدى إلى موت إثنين منهم هناك وإصابة الآخرين بنوع غريب من القروح والتي فشلت كل محاولات علاجها حين عودتهم إلى موسكو مما أدى إلى تفاقم أمراضهم ووفاتهم جميعاً خلال شهرين مع عدم إمكانية الأطباء تشخيص أمراضهم التى لم يذكرها أي مرجع علمي طبي من قبل .
(بعــد قيام الثورة البلشيفية عام 1917 م إستقرت نسبيا الأوضاع السياسية في روسيا )
بدأت أولى الأبحاث العلمية الجادة عن إنفجار سيبيريا عام 1921 م
وخرج( ليونيد كوليك )من رحلتيه العام 1927 مفأصدر كتابه ( انفجار سيبيريا التفسير الحاسم ) والذى أكد فيه أن سبب انفجار ( تونجوسكا )أن نيزكاً ضخماً من الصلب قد هوى على المكان وانفجر مسببا كل هذا الدمار وعلى الرغم من أنه لم يستطع تفسير الأعراض المرضية لكل من يقترب من منطقة الإنفجار والتى أدت إلى وفاة أفراد الفريق الأول ولا الأمراض التي اصابت فريقه العلمي نفسه كما أنه لم يفسر ما أصاب تلك النباتات المتحورة الغريبة عند مركز الإنفجار إلا أنه كان مطمئناً إلى أن حل لغز الإنفجار الغامض يكمن في نيزك من الصلب !!!
إلا أنه عقب إصداره للكتاب إندلعت الحرب العالمية الثانية ... وفجرت أمريكا فى عام 1945 م قنابلها الذرية فى ( هيروشيما ) و ( نجازاكي ) وكان لدراسة آثار تلك الإنفجارات الذرية وتأثيرها الإشعاعي ومقارنتها بانفجار سيبيريا الغامض أبلغ الأثر في ظهور تفسيرات أخرى لأسباب هذا الإنفجار .
وفي أوائل عام 1947 م قاد (زولوتوف ) حملته إلى ( التايجا ) حيث مركز إنفجار ( تونجوسكا )في قلب سيبيريا ووصل العلماء إلى مركز الإنفجار وهم يرتدون ثياباً واقية من التأثيرات الإشعاعية النووية بعد أن افترض ( زولوتوف ) أن كل الأعراض والأمراض الغريبة التى كانت تصيب العلماء الذين يحاولون الوصول لمركز الإنفجار كانت بسبب التأثيرات الإشعاعية والتى لم يكن من الممكن أن ينجح الأطباء في فهمها أو تشخيصها قبل إنفجار (هيروشيما )
وبدأ العلماء دراسة آثار الإنفجار بمنظور جديد وكانت النتائج أكثر من مذهلة فكل شئ في مركز الإنفجار كان يشير بوضوح للأثار النووية للإنفجار الغامض !!!
توجد تحورات جينية للنباتات والحشرات في منطقة الإنفجار أدت لتغيرات وراثية عنيفة توحي بوضوح لتعرض الأجداد للإشعاعات الذرية
كما توجد تقرحات واضحة على أجسام الحيوانات تماما كما حدث في (هيروشيما )بعد الإنفجار ولم تقتصر النتائج على هذا وحسب
ففي منطقة الإنفجار عثر العلماء أيضاً على أنواع من مادة ( السيليكا ) تحوي فقاعات هوائية تماماً كتلك التي يتم رصدها بالتحليل الطيفي عبر جهاز الـ ( سبكتروجراف ) للأجسام الفضائية
وعثروا أيضاً على ( الفوسفور ) النقي وهو مادة يستحيل وجودها في الطبيعة ويحتاج تصنيعها إلى تكنولوجيا كانت وما زالت عسيرة ومعقدة !!!
كما عثروا على عناصر نادرة ومثيرة للدهشة مثل عنصر (الديوتريوم ) وهو عنصر فيزيائي نادر للغاية !!!
وبلا أدنى شك وبكل تأكيد أجمع علماء رحلة ( زولوتوف )على أن هذا الإنفجار الذي حدث في حوض نهر ( تونجوسكا ) هو إنفجار نووي !!!
وأكدوا أن هذا الإنفجار لم يحدث عند إرتطام جسم ما بالأرض بل انفجر قبل أن يرتطم هذا الجسم بالأرض وبالتحديد على إرتفاع 8 كيلومتر من الأرض
الإنفجار إذاً لا يمكن أن يكون قد نشأ من ارتطام نيزك من الصلب بالأرض حسب تقارير العالم ( ليونيد كوليك ) بل هو إنفجار نووي مجهول الكيفية !!!
واستبعد العلماء – بالطبع – إمكانية قيام روسيا بتجارب ذرية في تلك المنطقة غير المأهولة في عام 1908 م نظراً لتخلفها العلمي البالغ في ذلك الوقت !!!
وأخذ العالم ( زولوتوف ) يجمع أقوال الشهود العيان للإنفجار بصبر وإهتمام بعضها مثبت بالتقارير وبعضها استمع إليها بنفسه ممن لا يزالون على قيد الحياة من هؤلاء الشهود وأخذ يدرس كل كلمة نطقوا بها وكل إشارة ولو تبدوا بسيطة أشاروا إليها محاولاً بذلك الوصول لسبب وكيفية حدوث هذا الإنفجار النووي العجيب !!!
واستوقفه وصف مدهش اتفق عليه أغلب شهود الإنفجار العيان
رغم اختلاف ثقافة وطباع هؤلاء الشهود إلا أنهم اتفقوا على رؤيتهم لجسم اسطواني شبه منتظم ولامع يهوي من السماء بزاوية ميل واضحة ثم يتحرك أفقياً من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ثم يعاود الهبوط فينفجر على إرتفاع 8000 متر من الأرض كما قدر العلماء !!!
يتحرك أفقياً ياللعجب كأنه يقوم بمناورة مدروسة أو كأن أحدهم يتحكم بحركته وهذا يثبت أن هذا الجسم لا يمكن أن يكون كتلة جامدة كنيزك أو مذنب !!! لقد كان جسماً يمكن تغيير إتجاهه ودفعه للقيام بمناورة ما إلا أنها لم تفلح في منع سقوطه أو انفجاره !!!
وبعد دراسة العالم ( زولوتوف ) الوافية للإنفجار وآثاره الذرية الإشعاعية وأقوال الشهود وبعد ربطه لكل تلك الشواهد بعضها ببعض خرج بنظريته الجديدة والتي آمن بها تماماً رغم غرابتها في ذلك الوقت عام 1947 م
ذلك الجسم الذي انفجر على ارتفاع 8 كيلو متر من الأرض والذي أحدث إنفجار سيبيريا النووي كان سفينة فضاء !!!
سفينة فضاء قادمة من كوكب آخر كوكب متقدم عن كوكب الأرض وقتها في العلوم والتكنولوجيا وتستخدم تلك السفينة الفضائية الطاقة النووية في تسييرها وربما أن ركابها أدركوا انفجارها لا محالة فاتجهوا بها نحو منطقة غير مأهولة حتى لا تؤذي سكان الأرض !!! وربما أيضاً كان يتم التحكم بها عن بعد لدراسة أمراً ما كمثل إطلاقنا في الوقت الحاضر لمكوك فضائي لدراسة كوكب المريخ !!!
وكانت تلك النظرية تفسر كل غموض الإنفجار تفسر قدرة تغيير الجسم لحركته وقيامه بمناورة جوية وتفسر الإنفجار النووي وتأثيره الإشعاعي على النباتات والحشرات المتحورة جينياً
وطبقاً لنظرية ( زولوتوف ) فإن العناصر النادرة مثل ( الديوتريوم ) ومادة مثل ( الفوسفور ) النقي والتي يستحيل وجودها بالطبيعة ومادة مثل ( السيليكا ) وكل ما عثر عليه العلماء في منطقة الإنفجار يكون عبارة عن بقايا سفينة الفضاء بعد انفجارها !!! .