ضاهرة حرمان الاناث من الميراث

يقول الحق تبارك وتعالى (وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما) الفجر آية 19-20 أي تأخذون الميراث من أي جهة كانت من حلال أو حرام حبا في التركة والتملك وحبا للدنيا ومتاعها وتحبون المال الذي هو من زينة الدنيا حبا شديدا وما هذا الحب في النفس البشرية إلا ابتلاء واختبارا من الله تعالى ، ويقول جل شأنه ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )آل عمران آية14



حرمان الإناث من الميراث ظاهرة قديمة حديثة ، لماذا هذا الحرمان ولماذا هذه المعصية لله تعالى وهو الذي نص في كتابه العزيز على حقها وجعله فرضا ونصيبا مفروضا ، هل لأنها ضعيفة أم كما يعتقد البعض جهلا أنه سيئول إلى زوجها وأولادها الغرباء عنهم أم هو أكل التراث أكلا لما كما قال الله تعالى أم هو قلة الوازع الديني وحب الدنيا وشهواتها ونسيان الموت والحساب والعقاب يوم القيامة إنه الظلم للنفس وللغير إنه الذنب والمعصية ،

إن عدم القيام بهذه الفريضة تقطع الأوصال بين الأقارب وتذوب صلة الأرحام بنار الصراع والخصومة والعداوة من أجل التركة وحب التملك ،

إن أكل الميراث لا يقل حرمة عن أكل مال اليتيم وهو ذنب يورث الأحقاد والضغائن ، والمرأة في حيرة من أمرها إن طالبت بحقها غضب عليها أهلها وقاطعوها واعتبروها عاقة لوالديها كارهة لإخوتها ، وإن سكتت رغبة في المودة ضاع حقها فهي على إخوتها كارهة غير مسامحة في قرارة نفسها وإن أظهرت غير ذلك ، فالسكوت ليس تنازلا ولا رضى بحرمان سواء كانت غنية أو فقيرة فالله شرع الميراث للغني والفقير ،

لقد حذر الله تعالى من أكل أموال الغير بالباطل بأي صورة من صور التعدي على مال الغير وحقه قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ) النساء آية29







ورسول الله صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال ( أيها الناس إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا شهركم هذا اللهم قد بلغت كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )أخرجه الشيخان ولقد جعل الله للمرأة نصيبا كالرجل وإن اختلف نصيبه عن نصيبها قال تعالى ( للرجال نصيب مما ترك والوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ) النساء آية7 وقال تعالى ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )النساء آية10

إن المتأمل في آيات المواريث يجد أن الله قد نص على أنصبة خاصة بالنساء وجعلها فروضا مقدرة لا يستطيع احد تغييرها فهي قرآن يتلى وقد تكفل الله بحفظ كتابه قال تعالى( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )الحجر آية 9 كما يجد أن أكثر الإناث صاحبات فروض بينما أكثر الرجال أصحاب عصبة وصاحب الفرض مقدم على العصبة وإن كانت أنثى ، أما من خاف على أولاده الفقر فعليه بتقوى الله والصلاح وليتذكر قول الله تعالى( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا )النساء آية 9 وقوله تعالى في قصة اليتيمين في سورة الكهف كيف حفظ الله لهما مالهما بصلاح أبيهما ( وكان أبوهما صالحا ) الكهف آية82

إن في عدم إعطاء كل ذي حق حقه قطيعة رحم وإفساد في الأرض قال تعالى (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم )محمد آية 22 ورغم الشفقة من الأبوين على أولادهم إلا أن الله أوصى الأبوين بالأولاد بشأن الميراث قال تعالى ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)

أي يوصيكم بتقواه في شأن ميراث أولادكم ذكورا وإناثا بالعدل وعدم الحرمان ، كما أن التقسيم الذي ذكره الله في آيات المواريث واجب التنفيذ بعد تجهيز الميت ودفنه وسداد ديونه وتنفيذ وصيته شرط ألا تكون الوصية لوارث أو إقرارا بدين بقصد الإضرار بالورثة قال تعالى ( من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار وصية من الله )النساء آية 12

قال عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل أو المرأة ليعمل بطاعة الله ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار ) رواه الترمذي



على الورثة إذا مات مورثهم أن ينتبهوا لعدة أمور : -

أولا / أن ما في يدك من تركته أمانة يجب تسليمها لمستحقها قال تعالى

( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) النساء آية 58

ثانيا / يحرم عليك الإستفادة من المال المشترك لأنه حق ونصيب لغيرك فكيف تستفيد منه وحدك دون باقي الورثة ، كما يحرم التصرف في التركة دون موافقة باقي الورثة لأنه تصرف في مال الغير ،

ثالثا / أما إذا قسم المورث ماله حال حياته ولم يعدل بينهم فهو ظالم وقسمته باطلة لأنه رفض شرع الله وقسمة الله للتركة بحرمان البعض وعلى الورثة بعد مورثهم أن يعطوا كل ذي حق حقه فإن لم يفعلوا أكلوا سحتا وهم شركاء لمورثهم في الظلم والإثم ،

رابعا / إذا قسم المورث ماله حال حياته تقسيما يخالف الشرع فلا قيمة لهذا التقسيم ولا يجوز الاعتماد عليه وكان على المورث ذنب يوجب النار ويلحق الذنب كل من نفذ تلك الرغبة من الورثة وقد قيل لأحد الورثة أنقذ أباك من النار فقد حرم البنات فقال ومن أجبره أن يرمي نفسه في النار،

وقد حسم الشرع هذا الأمر فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ) رواه ابن ماجة

خامسا / إن العدل بين ألأولاد مطلوب حال الحياة لذلك يحرم التمييز بينهم لأن ذلك يوغر الصدور ويغرس الحقد ويقطع الأرحام ويفسد العلاقات ، قال عليه الصلاة والسلام ( سووا بين أولادكم في العطية فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء ) أخرجه البيهقي

سادسا / أن من يتوسط بين الورثة لحل النزاع ويجبر طرفا على التنازل عن حقه أو بعض حقه فهو شريك في الظلم وهو في سخط الله حتى يرجع

قال تعالى ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا )النساء آية85

وقال عليه الصلاة والسلام ( من أعان على خصومة بظلم لم في سخط الله حتى ينزع ) رواه ابن ماجة



قد يتفق الورثة على تقسيم التركة حسب الشرع أو يقومون بعمل قسمة رضائية ثم يتأخر تنفيذ هذا الاتفاق سنوات لأي سبب ، وبعد عدة سنوات يتم التنفيذ ويختلف الورثة هل يتم التقييم للتركة والعقار والأرض من جديد أم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا ، ويحدث عادة من واضع اليد على التركة

والصواب الأقرب للحق أن يتم التقييم من جديد .



*** كما أنه من حق الورثة تحصيل أجرة من واضع اليد على التركة مقابل انتفاعه بتلك الحصص حال التأخير أو المماطلة في توزيع التركة



فالحذر الحذر من التعدي على حقوق الآخرين والتعدي على حدود الله وفرائضه فحب المال يعمي ويصم وقد حذر الله وحرم أكل حقوق الغير أو التعدي عليها عاقبة في الدنيا وعقابا في الآخرة واحرص أخي المسلم أن تأكل حلالا وتطعم أولادك مباحا فكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ،



فيا من اغتصبت حق الغير رد الحقوق إلى أصحابها قبل فوات الأوان وقبل الموت توبة وندامة فلا تدري متى ينقضي الأجل أما علمت أن فلانا نام بصحة وعافية فمات وهو نائم ،

أما سمعت قول الشاعر:

كم من صحيح مات بغير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر



فلا تغتر بصحتك وقوتك ولا تسوف ولا تماطل ولا تبرر أكل الحرام وظلم الآخرين وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به وضع نفسك مكان الآخرين ، واتق الله فكل الذين ماتوا قبلك لم يأخذوا من متاع الدنيا شيء ولو أخذوا ما ملكوا لما بقي لنا شيء واعلم أنه لن ينفعك إلا عمل صالح يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

قال تعالى ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر آية53

شكرا لمرورك اخي طارق فعلا وانت قلت لازم خطباء المساجد ينبهو على هالشي بس يمكن اول من مخالف هالشي هم خطباء المساجد منشان هيك ما بيحكو عنو تحياتي الك ولاخي سهم ولجميع الاعضاء

مشكورررر اخي قيس