لأن الساحر لا بد و أن يكفر قال الله تعالى
و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به قال الله تعالى مخبراً عن هاروت و ماروت
و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق أي من نصيب
فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر و يظنونه حراماً فقط ، و ما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم السيمياء و عملها و هي محض السحر و في عقد الرجل عن زوجته و هو سحر ، و في محبة الرجل للمرأة و بغضها له و أشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك و ضلال
و حد الساحر القتل ، لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر قال النبي صلى الله عليه و سلم اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها السحر و الموبقات المهلكات فليتق العبد ربه و لا يدخل فيما يخسر به الدنيا و الآخرة و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال حد الساحر ضربه بالسيف و الصحيح أنه من قول جندب و عن بجالة بن عبدة أنه قال أتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة أن اقتلوا كل ساحر و ساحرة و عن وهب بن منبه قال قرأت في بعض الكتب يقول الله عز و جل لا إله إلا أنا ليس مني من سحر و لا من سحر له ، و لا من تكهن له ، و لا من تطير و لا من تطير له و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر ، و قاطع رحم ، و مصدق بالسحر رواه الإمام أحمد في مسنده و عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً قال الرقي و التمائم و التولة شرك التمائم جمع تميمة ، و هي خرزات و حروز يعلقها الجهال على أنفسهم و أولادهم و دوابهم يزعمون أنها ترد العين ، و هذا من فعل الجاهلية ، و من اعتقد ذلك فقد أشرك و التولة بكسر التاء و فتح الواو نوع السحر ، و هو تحبيب المرأة إلى زوجها ، و جعل ذلك من الشرك لاعتقاد الجهال أن ذلك يؤثر بخلاف ما قدر الله تعالى قال الخطابي رحمه الله و أما إذا كانت الرقية بالقرآن ، أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة ، لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يرقي الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة و بالله المستعان و عليه التكلان