(( ما مرتاح قلبي الليلة أودعك ))

(( ما مرتاح قلبي الليلة أودعك ))

ف

ي لحظة انطلاقة السيارة التي تنقله للالتحاق بقطعته العسكرية ،كان العسكري( ع )
يستمع لأغنية صلاح البحر:
" نشف دمعتك لا يهمّك الراح .......... حتى أقدر أسافر وآنا مرتاح "
وهو قبل لحظات كان يودّع شقيقاته وأمّه ، والدموع تنهمر كالمطر من عينيه، وكان آخرما ودّع جدّته التي هي أغلى من والديه وقد تاخّر في ركوب السيّارة حتّى "نشّف دموعه..."
والحقيقة إنّه مختنق ويبكي من داخله ، فما أشدّ حرقة السّفر والفراق ، فقد كان
( ع ) لأوّل مرّة يتغرّب.. فهذا الغياب شهرين تقريبا ، وقد صارا كالسنتين عنده ، وماأشدّ لهفته عندما وصل إلى أهله بأوّل إجازة له يوم قبل أمس ، وهو يضم جدّته والديه وأخواته وإخوته وأعمامه..
ويتحدّث عن شدّة حبّه لهم وحزنه على بعدهم ، وشوقه لرؤيتهم . . لكن اللقاء "يومان فقط" فلم يشبع بها من النظر إلى أحبّائه وإلى جدران بيته ، وإلى أشجار البستان وأغصانه التي كان يعتني بها سنويّا ، ـ سأصمد وأتحمّل وهو يردّد في قرارة نفسه (عليّ أن أكون رجلا )هذه وصيّة أبي ..
ومرّة أخرى انتفض قلبه وهو يردّد في السيارة , مع الصوت القادم
"عيش بدنيتك شلّك بالهموم ......... أنا تعوّدت عالدمعة كل يوم .
فأصبح يقبض على جفونه ، حتى لاتخرج دموعه ، بدها صبروهو يردّد "سأبقى عصي الدمع " ، فكان يشعر أنّ السّيّارة التي تنقله ، قد اقتطعته من رحم البيئة التي كان يعيش فيها كالجنين وتبعده إلى عالم آخر مجهول .
كان يظن أنّ باستطاعته أن يغيب سنين ، وأّنّ عنده جلدا يتحمّل كلّ أنواع المشقّات ، إلى أنّه الآن يردّد ماذا حلّ بي.... يا رب ساعدني أنا القوي الشخصيّة مالي أنهارفي الفراق والبعد فيجيئه الصوت :
"حياتك صافية ماتعرف غيوم ....... وأخاف من ناري لا يحترق شمعك"
يا الله كم كانت حياتي صافية فما بال هذي الغيمة حملتني رغما عنّي وأبعدتني عن أحبابي، أتمنّى أن أكون في حلماً ، أقرص ركبتي الموجوعة ، لكنّي لم أستيقظ....ألجأ للدعاء يارب خفّف عنّي وصبّرني. ويا دموع احبسي نفسك ولا تخرجي حتّى لا يراك من حولي ويعود الصوت :
"أنا مسافر الليلة لأن ما بيدي حيلة....... زمن ضيعني ما ريدا يضيعك ".
وقد سافر (ع ) والجميع حزين على فراقه, لأنه محبوب الجميع ،
وبكن شقيقاته عند وداعه ، وذرفت أمه دمعة وهي تردّد:
نزلت دمعتي من سولفوا بيـك ..........دمّرني غيابك وين ألاقيــــــك .
وتعاهد الجميع أن لا ينسوا الدعاء له بالحفظ والعودة بالسلامة
3/1/2011

[b][center]

الله شو هلفن أخي ابورياض
بصراحةطرح رائع وفقك الله

بصراحه يا ابو رياض اذا انتا الي كاتب ها القصه بقلمك ومن بنان افكارك فانا احي فيك الكاتب العضيم ولو اني مو شرط اني اكون افهم بتقييم المواضيع لكن والله ارى انها سيناريو وكتابه ولا احلى من هيك مانسيت من تفاصيل الحاله الي جاعد توصفها اي شي ولاحتى الفاصيل الصغيره وكانك انتا العسكري مو (ع )

شكرآ جزيلا بارك الله قلمك وبارك الله فيك عيشتنا ولو للحضه قصة العسكريه وهمومها
(( ما مرتاح قلبي الليلة أودعك )) D4arab_12973386362