فهرس الموضوع :
* تاريخ المخدرات
* أضرار المخدرات
* الوقاية
* العلاج
* وصايا
المقدمة:
اليوم نتناول احد المواضيع الدخيلة علي مجتعاتنا
الموضع عن المخدرات تاريخها واضرارها وبعض النصائح
فالمخدرات هي داء هذا العصر وتعد أكثر فتكاً من الحروب ، وهي القاتل الصامت بمرور الزمن لأن مدمنها لا يستطيع تركها بسهولة حتى تؤدى إلى موته كل يوم بعد الآخر .
كما أنها سبب كثير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك سواء على مستوى الفرد أو المجتمع أو الدولة أو كل العالم .
والمخدرات هي قديمة بقدم التاريخ حيث وجدت في النقوش القديمة للإغريق والرومان والهندوس الذين سمو الحشيش رحيق الإله شيفا وهو الذي أحضرها من المحيط اليم .
وتتبع مشكلة هذا الموضوع من أن المخدرات أصبحت ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا ولقد أصبحت نوع من الرفاه الاجتماعي كما يعتقد مدمنوها ، هذا الانتشار يجعل الكثير من الشباب يتناولونها إما بإصرار أصدقاء السوء أو حب إثبات الذات للآخرين.
تــاريخ المخدرات:
ورد في تراث الحضارات القديمة آثار كثيرة تدل على معرفة الإنسان بالمواد المخدرة منذ تلك الأزمنة البعيدة وقد وجدت تلك الآثار على شكل نقوش على جدران المعابد أو كتابات على أوراق البردي المصرية القديمة أو كأساطير مروية تناقلتها الأجيال . فالهندوس على سبيل المثال كانوا يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات العشب من المحيط ، ثم تستخرج منه باقي الآلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون به الحشيش . ونقش الإغريق صوراً لنبات الخشخاش على جدران المقابر والمعابد ، وأختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب الإله التي تمسك بها ، فورد في يد الإله (هيرا) تعني الموت أو النوم الأيدي ، أما قبائل الأنديز فقد انتشرت بينهم أسطورة تقول بأن إمرأة نزلت من السماء لتخفف آلام الناس ، وتجلب لهم نوماً لذيذاً ، وتحولت بفضل القوة الإلهية إلى شجرة الكوكا .
وفيما يأتي تناول أشهر أنواع المخدرات التي عرفها الإنسان .
الكحوليات:
تعتبر الكحوليات من أقدم المواد المخدرة التي تعاطها الإنسان ، وكانت الصين أسبق المجتمعات إلى معرفة عمليات التخمير الطبيعية لأنواع مختلفة من الأطعمة، فقد صنع الصينيون الخمور من الأرز والبطاطا والقمح والشعير وتعاطوا أنواعاً من المشروبات كانوا يطلقون عليها (جيو) أي النبيذة ، ثم انتقل نبيذ العنب من العالم العربي سنة 200 ق.م تقريباً بعد الاتصالات التي جرت بين الإمبراطورية الصينية والرومانية . وأقترن تقديم المشروبات الكحولية في الصين القديمة بعدد من المناسبات الاجتماعية مقل تقديم الأضاحي للآلهة أو الاحتفال بنصر عسكري . وهذا نموذج ليس متفرداً في قدم وتلقائية معرفة الإنسان للكحوليات ، كما لهذا النموذج شبيه في الحضارات المصرية والهندية والرومانية واليونانية ، كما عرفت الكحوليات المجتمعات والقبائل البدائية في أفريقيا وأسيا.
الحشيش (القنب):
القنب كلمة لاتينية معناها الضوضاء وقد سمي الحشيش بهذا الاسم لأن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى ذروة مفعولها ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش ، ومعناها في اللغة العربية (العشب) أو النبات البري ، ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية (شيش) التي تعني الفرح انطلاقاً مما يشعر به المتعاطي من نشوه وفرح عند تعاطيه الحشيش .
وقد عرفت الشعوب القديمة نبات القنب واستخدمته في أغراض متعددة ، فصنعت من أليافه الحبال وأنواعاً من الأقمشة ، واستعمل كذلك في أغراض دينية وروحية .
ومن أوائل الشعوب التي عرفته واستخدمته هم الشعوب الصيني ، فقد عرفه الإمبراطور شن ننج عام 2737 ق.م وأطلق عليه حينها راهب السعادة ، أما الهندوس فقد سموه مخفف الأحزان .
في القرن السابع قبل الميلاد استعمله الآشوريون في حفلاتهم الدينية وسموه نبته (كونوبو) واشتق العالم النباتي يناوس سنة 1753م من هذه التسمية كلمة (كنابيس) Cannabis .
وكان الكهنة الهنود يعتبرون الكنابيس من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفلاتهم الدينية ، وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى الإله (أندرا) ، ولا يزال يستخدم هذا النبات في معابد الهندوس والسيخ في الهند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في الأعياد المقدسة حتى الآن .
وقد عرف العالم الإسلامي الحشيش في القرن الحادي عشر الميلادي ، حيث استعمله قائد القرامطة في آسيا الوسطي حسن بن صباح ، وكان يقدمه مكافأة لأفراد مجموعته البارزين ، وقد عرف منذ ذلك الوقت باسم الحشيش .
أما أوروبا فعرفت الحشيش في القرن السابع عشر عن طريق حركة الاستشراق التي ركزت في كتاباتها على الهند وفارس والعالم العربي ، ونقل نابليون بونابرت وجنوده بعد فشل حملتهم على مصر في القرن التاسع عشر هذا المخدر إلى أوروبا.
الأفيون:
أول من اكتشف الحشائش (الأفيون) هم سكان وسط آسيا في الألف السابعة قبل الميلاد ومنها انتشر إلى مناطق العالم المختلفة ، وقد عرفه المصريون القدماء في الألف الرابعة قبل الميلاد ، وكانوا يستخدمونه علاجاً للأوجاع ، وعرفه كذلك السومريون وأطلقوا عليه اسم نبات السعادة ، وتحدثت لوحات سومرية يعود تاريخها إلى 3300 ق.م عن موسم حصاد الأفيون ، وعرفه البابليون والفرس كما استخدمه الصينيون والهنود ، ثم انتقل إلى اليونان والرومان ولكنهم أساءوا استعماله فأدمنوه ، وأوصى حكماؤهم بمنع استعماله ، وقد أكدت ذلك المخططات القديمة بين هوميروس وأبوقراط ومن أرسطو إلى فيرجيل .
وعرف العرب الأفيون منذ القرن الثامن الميلادي ، وقد وصفه ابن سينا لعلاج التهاب غشاء الرئة والذي كان يسمى وقتذاك داء ذات الجنب وبعض أنواع المغص وذكره داود الانطاكي في مذكرته المعروفة باسم (تذكر الألباب والجامع للعجب العجاب) تحت اسم الخشخاش .
في الهند عرف نبات الحشائش والأفيون منذ القرن السادس الميلادي ، وظلت الهند تستخدمه في تبادلاتها التجارية المحدودة مع الصين إلى أن احتكرت شركة الهند الشرقية التي تسيطر عليها انجلترا في أوائل القرن التاسع عشر تجارته في أسواق الصين .
وقد قاومت الصين إغراق أسواقها بهذا المخدر ، فاندلعت بينها وبين انجلترا حرب عرفت باسم حرب الأفيون (1839-1842م) وانتهت بهزيمة الصين وتوقيع معاهدة تانكين عام 1843م والتي استولت فيها بريطانيا على هونغ كونغ ، وفتحت المواني الصينية أمام البضائع الغربية بضريبة بلغ حدها الأقصى 5% .
واستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية الدخول الأسواق الصينية ومنافسة شركة الهند الشرقية في تلك الحرب ، فوقعت اتفاقية مماثلة عام 1844م ، وكان نتائج تلك الاتفاقية الانتشار الواسع للأفيون في الصين ، فوصل عدد المدمنين 1906 على سبيل المثال عشرة مليون، وفي عام 1920م قدر عدد المدمنين 25% من مجموع الذكور في المدن الصينية .
واستمرت معاناة الصين من ذلك النبات المخدر حتى عام 1950م عندما أعلنت حكومة ماوتسي تونغ بدء برنامج فعال للقضاء على تعاطيه وتنظيم تداوله .
المورفين:
وهو أحد مشتقات الأفيون ، حيث استطاع العالم الألماني سيرتيرز عام 1806م من فصلها عن الأفيون ، وأطلق عليها هذا الاسم نسبه للإله مورفيس إله الأحلام عند الإغريق ، وقد ساعد الاستخدام الطبي للمورفين في العمليات الجراحية خاصة إبان الحرب الأهلية التي اندلعت في الولايات المتحدة (1861-1861م) ومنذ اختراع الإبرة الطبية أصبح استخدام المورفين بطريقة الحقن في متناول اليد ,
والهيروين هو أيضاً أحد مشتقات المورفين الأشد خطورة ، اكتشف عام 1868م وأنتجته شركة باير للأدوية ، ثم أسيء استخدامه وأدرج ضمن المواد المخدرة فائقة الخطورة.
الأمفيتامينات (المنشطات):
تم تحضيرها لأول مرة عام 1887م لكنها لم تستخدم طبياً إلا عام 1930م وقد سرقت تجارياً تحت اسم البنزورين وكثر بعد ذلك تصنيع العديد منها مثل الكيكدرين والمستيدرين والريتالين .
وكان الجنود والطيارون في الحرب الثانية يستخدمونه ليواصلوا العمل دون الشعور بالتعب ولكن استخدامها لم يتوقف بعد انتهاء الحرب وكانت اليابان من أوائل البلاد التي انتشر فيها تعاطي هذه العقاقير بين شبابها حيث قدر عدد اليابانيين بمليون ونصف المليون عام 1954م وقد حشدت الحكومة اليابانية كل إمكانيتها للقضاء على هذه المشكلة ونجحت بالفعل في ذلك إلى حد كبير عام 1960م .
الكوكائين:
عرف نبات الكوكا الذي يستخرج منه الكوكايين في أمريكا الجنوبية منذ أكثر من ألفي عام ، وينتشر استعماله لدى هنود الانكا ، وفي عام 1860م تمكن العالم الفرد نيمان من عزل المادة الفعالة في نبات الكوكا ، ومنذ ذلك الحين زاد انتشاره على نطاق عالمي ، وبدأ استعماله في صناعة الأدوية نظراً لتأثيره المنشط على الجهاز العصبي المركزي ، لذا استخدم بكثرة في المشروبات الروحية وبخاصة الكوكاكولا ، لكنه استبعد من تركيبها عام 1903م ، وروجت له بقوة شركات صناعة الأدوية وكثرت الدعايات التي كانت تؤكد على أن تأثيره لا يزيد على القوة والنشأة ، وأشهر الأطباء الذين روجوا لهذا النبات الطبيب الصيدلي الفرنسي أنجلو ماريان واستخدمته تلك الشركات في أكثر من 15 منتجاً من منتجاتها .
وانعكس التاريخ الطويل لزراعة الكوكا في أمريكا اللاتينية على طرق مكافحته فأصبحت هناك إمبراطوريات ضخمة – تنتشر في البيرو وكولومبيا والبرازيل – لتهريبه إلى دول العالم ، وتمثل السوق الأمريكية أكبر مستهلك لهذا المخدر في العالم.
القات:
شجرة معمرة يتراوح ارتفاعها ما بين متر إلى مترين ، تزرع في اليمن والقرن الإفريقي وأفغانستان وأواسط آسيا .
اختلف الباحثون في تحديد أول منطقة بها ظهرت هذه الشجرة ، فبينما يرى البعض أن أول ظهور لها كان في تركستان وأفغانستان يرى البعض الآخر أن المواطن الأصلى لها الحبشة .
عرفته اليمن والحبشة في القرن الرابع عشر الميلادي ، حيث أشار المقريزي (1364-1442) إلى وجود شجرة لا تثمر فواكه في أرض الحبشة تسمى القات حيث يقوم السكان بمضغ أوراقها الخضراء الصغيرة إلى تنشيط الذاكرة وتذكر الإنسان بما هو ، كما تضعف الشهية والنوم ...
وقد انتشرت عادة مضغ القات في اليمن والصومال ، وتعمقت في المجتمع وارتبطت بعادات اجتماعية خاصة في الأفراح ، والمآتم وتمضيه أوقات الفراغ ، مما يجعل من مكافحته مهمة صعبة . وكان أول وصف علمي للقات جاء على يد العالم السويدي بيرفور سكال في العام 1763م.
يتبع ....