عبد الكريم اسماعيل العويد
رقم العضويه : 108 عدد المساهمات : 33 نقاط : 55 تاريخ التسجيل : 03/12/2010 العمر : 45 الموقع : السعوديه المدينه المنوره
| موضوع: شعر بنت الوزير مع انس شعر رائع الخميس ديسمبر 09, 2010 5:33 pm | |
| [center] رأى أنس الوجود فتاة حلوة القدّ صحيحة الجسم بهية الطلعة
تمشي بغنج يحف من حولها الحجاب و الخدم فأعجب بها و استلطفها
حتى أصابت قلبه سهامها فكتب لها هذه الأبيات و دفعها إلى جاريتها يقول فيها :
أعلل قلبي في الغرام وأكتم * ولكن حالي عن هواي يترجم
فلو فاض دمعي قلت جرح مقلتي * لئلا يرى حالي العذول فيفهم
وكنت خلياً لست أعرف ما الهوى * فأصبحت صباً والفؤاد متيم
رفعت إليكم قصتي أشتكي بها * غرامي ووجدي كي ترقوا وترحموا
سطرتها من دمع عيني لعلها * بما حل بي منكم إليكم تترجم
رعى الله وجهاً بالغرام مبرقعا * له البدر عبد والكواكب تخدم
على حسن ما رأيت مثيلها * ومن ميلها الأغصان عطفاً تعلم
وأسألكم من غير حمل مشقة * زيارتنا إن الوصال معظم
وهبت لكم روحي عسى تقبلونها * فلي الوصل مني والصدود جهم
فأخذت الجارية الكتاب وأعطته إلى سيدتها, فلما قرأت ذاك الكتاب هاج منها الوجد والغرام وكتبت له تقول: يا من تعلق قلبه بجمالنا * أصبر لعلك في الهوى تحظى بنا
لما علمنا أن حبك صادق * وأصاب قلبك ما أصاب فؤادنا
زدناك فوق الوصل مثله * لكن منع الوصل من حجابنا
وإذا تجلى الليل من فرط الهوى * تتوقد النيران في أحجابنا
وجت مضاجعنا الجنوب وربما * قد برح التبريح في أجسامنا
الفوض في شرع الهوى كتم الهوى * لا ترفعوا المسبول من أستارنا لما انتهت من الكتابة طوت الكتاب وأعطته إلى الخادمة فأخذته
وخرجت من عندها,
فصادفها الحاجب فقال لها: أين تذهبين؟
فقالت إلى بعض أعمالي وقد انزعجت منه فوقعت منها الورقة دون انتباه ,
فبينما كان بعض الخدم يمشي في تلك الجهة وقع نظره على الورقة فأخذها وقدمها إلى الوزير ,
فلما قرأها وفهم فحواها هاج منه الغيظ والغضب وجاء إلى أبنته ( ورد ) لائماً مندداً.
ثم أمر بعض الخدم بإبعادها وأخذ مكان لها يكون بعيداً في البرية ,
فلما علمت بذلك زاد منها القلق وكتبت قبل ذهابها هذه الأبيات على باب حجرتها : بالله يا دار مر الحبيب ضحى * مسلماً بإشارات يحيينا
أهديه منا سلاماً زاكياً عطراً * لأنه ليس يدري أين أمسينا
ولست أدري إلى أين الرحيل بنا * لما مضوا بي سريعاً مستخفينا
في جنح ليل وطير الأيك قد عكفت * على الغصون تباكينا وتنعينا
وقال عنها لسان الحال وأحربا * من التفرق ما بين المحبينا
لما رأيت كؤوس المر قد ملئت * والدهر من صرفها بالقهر يسقينا
مزجتها بجميل الصبر متذراً * وأنكم الآن ليس الصبر يسلينا
ولما فرغت من شعرها , ركبت وساروا بها يقطعون القفار ,
حتى وصلوا إلى مكان منفرد أمام شاطيء نهر , فنصبوا لها خيمة ووكلوا بها أعظم الخدم ,
و لما أظلم الظلام تذكرت حالها وكيف فارقت أطلال الحبيب فسكبت العبرات وأنشدت تقول:
جن الظلام وهاج الوجد بالسقم * والشوق حرك ما عندي من الألم
ولوعة البين في الأحشاء قد سكنت * والفكر صيرني في حالة العدم
والوجد أقلقني والشوق أحرقني * والدمع باح بسر أي مكتتم
وليس لي حالة في العشق أعرفها * من رق عودي ومن سقمي ومن ألمي
جحيم قلبي من النيران قد سعرت * ومن لظى حرها الأكباد في نقم
ما كنت أملك نفسي أن أودعهم * يوم الفراق فيا قهري ويا ندمي
يا من يبلغهم ما حل بي وكفى * إني صبرت على ما خط بالقلم
أقسمت لا حلت عنهم في الهوى أبداً * يمين شرع الهوى مبروة القسم
يا ليل سلم على الأحباب مخبرهم * وأشهد بعلمك أني فيك لم أنم أما أنس الوجود فإنه بعد كتابة الأبيات وإرسالها إلى محبوبته جلس يتقد بنار الغرام فلم يستطع صبرا ً عليها فقصد بيتها في اليوم الثاني ,
فسأل عنها الخادمة فأعلمته بالخبر وأطلعته على ما كتبت من أبيات على الباب
فلما قرأ تلك الأبيات , زاد منه الوجد والقلق وسار في عرض القفار لا يرتاح إلى سمير ولا يلذ له الكلام ,
إلى أن رأى رجلاً أهداه إلى مكانها فبينما هو سائر إلى حبيبته
وقع نظره على طير حمام يهزأ منه الأيك فهاج منه لاعج الغرام وأنشد يقول :
يا حمام الأيك أقريك السلام * يا أخا العشاق من أهل الغرام
أنني أهوى غزالاً أهيفاً * لحظه أقطع من حد الحسام
في الهوى أحرق قلبي والحشا * وعلا جسمي نحول وسقام
ولذيذ الزاد قد حرمته * مثل ما حرمت من طيب المنام
وأصطباري وسلوى رحلا * والهوى بالوجد عندي قد أقام
كيف يهنا العيش لي من بعدهم * وهم روحي وقصدي والمرام
أما حبيبته ورد فإنها بينما كانت تخطر حول خيامها
إذ رأت موكباً حافلاً عن بعد فدنت منه فإذا في وسطه أمير خطير
فلما وقع نظره عليها عجب من رائق جمالها وهاله ما رأى فيها من شدة الضعف والهزال ,
فسألها عن حالها وما ألم بها.
فأعلمته القصة على التمام وما جرى لها أولاً وأخرا ,
فرق لها قلبه وبعث فاسترضى أباها وأرسل من يأتي بأنس الوجود.
فما مضى إلا القليل حتى صادفوه قريباً من خيام محبوبته .
فلما جاءوا به إليها مالت عليه كغصن البان فضمها إلى صدره وأنشد يقول :
ما أحيلاها ليلات الوفا * حيث أمسى لي حبيبي منصفا
نصب السعد لنا أعلامه * وشربنا منه كأساً قد صفا
وأجتمعنا وتشاكينا الأسى * وليلات تقضت بالجفا
ونسينا ما مضى يا سادتي * وعفا الرحمن عما سلفا
وعاشا معاً في ألذ عيش وأهنأ بال، وكان لا يفارقها لحظة واحدة،
وهكذا تذوقا لذة الحب بعد العذاب | |
|
الجريح مشرف المنتدى الادبي
رقم العضويه : 21 عدد المساهمات : 660 نقاط : 831 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 42 الموقع : ابوحمام
| |
الساهرعويد ابو حسن
رقم العضويه : 112 عدد المساهمات : 25 نقاط : 55 تاريخ التسجيل : 05/12/2010 الموقع : ابو حمام
| موضوع: شعر جميل الخميس ديسمبر 09, 2010 6:09 pm | |
| | |
|
سلطان زمانو
رقم العضويه : 2 عدد المساهمات : 1215 نقاط : 1528 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 الموقع : الكويت
| موضوع: رد: شعر بنت الوزير مع انس شعر رائع السبت ديسمبر 11, 2010 8:02 pm | |
| | |
|